الخوف من الله..مفتاح الأمان في الدنيا والآخرة
الأحد مارس 20, 2022 10:24 pm
الخوف من الله..مفتاح الأمان في الدنيا والآخرة]الخوف من الله..مفتاح الأمان في الدنيا والآخرة[/url]
مفهوم الخوف في القرآن
ورد في القرآن الخوف على خمسة وجوه: [لفيروزابادي -بصائر ذوي التمييز: 2/ 578]
الأَوّل: بمعنى القتل والهزيمة {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ} [النساء: 83], {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ} [البقرة: 155] أي: القتل.
الثاني: بمعنى الحرب والقتال {فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ} [الأحزاب: 19] أي: إِذا انجلى الحرب {فَإِذَا جَاء الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ} [الأحزاب: 19] أي: الحرب.
الثالث: بمعنى العلم والدّراية {فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفاً} [البقرة: 182] أي: عِلم {إِلاَّ أَن يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ} [البقرة: 229] أي: يعلما {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي اليتامى} [النساء: 3] أي: علمتم.
الرّابع: بمعنى النقص {أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ} [النحل: 47] أي: تنقُّص.
الخامس: بعني الرُّعب والخشية من العذاب والعقوبة: {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} [السجدة: 16] وهو المقصود هنا
حقيقة وجوهر الخوف من الله
الخوف أكبر منازل العبودية وبتحققه يورث العبد الصدق، فقد كان عمر بن عبد العزيز في سفر مع سليمان بن عبد لملك، فأصابهم السماء برعد وبرق، وظلمة، وريح شديدة، حتى فزعوا لذلك وجعل عمر بن عبد العزيز يضحك، فقال له سليمان: ما يضحكك يا عمر؟ أما ترى ما نحن فيه؟ فقال له يا أمير المؤمنين هذا آثار رحمته فيها شدائد ما ترى فكيف بآثار سخطه وغضبه. [ابن كثير البداية والنهاية 5/201]
وحقيقة الخوف مستقرة في القلب، ورغم أن القلب اتحد شكله عند كل البشر، فقد اختلفت حقيقته بعدد البشر. فهذا طبيب أتاه رجل فقال: عالج مرضي يرحمك الله فقال الطبيب: خذ عرق الفقر وورق الصبر مع إهليلج التواضع، واجمع الكل في إناء اليقين، وصب عليه ماء الخشية، وأوقد تحته نار الحزن، ثم صفه بمصفاة المراقبة في جام الرضا، وامزجه بشراب التوكل، وتناوله بكف الصدق، واشربه بكأس الاستغفار وتمضمض بعده بماء الورع واحتم عن الحرص والطمع فإن الله يشفيك إن شاء الله.[الكشكول للعاملي(1/6)]
ويتسع المقام للتفرقة بين الإشفاق والخشية: فالخشية خوف بعلم { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}[فاطر:28] وفيها سكون. والإشفاق خوف برقة.
جوهر الخوف من الله مغاير لمنهج الخوف في أذهاننا فإننا إذا خفنا أي مخلوق فإننا نفر منه إلا الخوف من الله؛ فكلما زاد خوفك من الله كلما زاد قربك لله وكلما انقاد قلبك لأوامره سبحانه وتعالى، وهو سبحانه الذي يفر المرء إليه، فكل ممن خفته تفر منه إلا الرحيم سبحانه!، (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ) (الذاريات: 50)
هل الخوف من الله مقصود لذاته؟
والخوف ليس مقصوداً لذاته، ليس المقصود أن نخاف لأجل أن نخاف بل نخاف ليكون الخوف وسيلة تصلح أحوالنا.
لو كان الخوف مقصوداً لذاته لما ذهب عن أهل الجنة!!، فليس فيها عمل ولا اجتهاد في العبادات ومقاومة للهوى والشهوات كان الخوف من أهلها ذاهب { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }[الأحقاف: 13](ابن القيم، المدارج، بتصرف)
مفهوم الخوف في القرآن
ورد في القرآن الخوف على خمسة وجوه: [لفيروزابادي -بصائر ذوي التمييز: 2/ 578]
الأَوّل: بمعنى القتل والهزيمة {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ} [النساء: 83], {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ} [البقرة: 155] أي: القتل.
الثاني: بمعنى الحرب والقتال {فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ} [الأحزاب: 19] أي: إِذا انجلى الحرب {فَإِذَا جَاء الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ} [الأحزاب: 19] أي: الحرب.
الثالث: بمعنى العلم والدّراية {فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفاً} [البقرة: 182] أي: عِلم {إِلاَّ أَن يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ} [البقرة: 229] أي: يعلما {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي اليتامى} [النساء: 3] أي: علمتم.
الرّابع: بمعنى النقص {أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ} [النحل: 47] أي: تنقُّص.
الخامس: بعني الرُّعب والخشية من العذاب والعقوبة: {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} [السجدة: 16] وهو المقصود هنا
حقيقة وجوهر الخوف من الله
الخوف أكبر منازل العبودية وبتحققه يورث العبد الصدق، فقد كان عمر بن عبد العزيز في سفر مع سليمان بن عبد لملك، فأصابهم السماء برعد وبرق، وظلمة، وريح شديدة، حتى فزعوا لذلك وجعل عمر بن عبد العزيز يضحك، فقال له سليمان: ما يضحكك يا عمر؟ أما ترى ما نحن فيه؟ فقال له يا أمير المؤمنين هذا آثار رحمته فيها شدائد ما ترى فكيف بآثار سخطه وغضبه. [ابن كثير البداية والنهاية 5/201]
وحقيقة الخوف مستقرة في القلب، ورغم أن القلب اتحد شكله عند كل البشر، فقد اختلفت حقيقته بعدد البشر. فهذا طبيب أتاه رجل فقال: عالج مرضي يرحمك الله فقال الطبيب: خذ عرق الفقر وورق الصبر مع إهليلج التواضع، واجمع الكل في إناء اليقين، وصب عليه ماء الخشية، وأوقد تحته نار الحزن، ثم صفه بمصفاة المراقبة في جام الرضا، وامزجه بشراب التوكل، وتناوله بكف الصدق، واشربه بكأس الاستغفار وتمضمض بعده بماء الورع واحتم عن الحرص والطمع فإن الله يشفيك إن شاء الله.[الكشكول للعاملي(1/6)]
ويتسع المقام للتفرقة بين الإشفاق والخشية: فالخشية خوف بعلم { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}[فاطر:28] وفيها سكون. والإشفاق خوف برقة.
جوهر الخوف من الله مغاير لمنهج الخوف في أذهاننا فإننا إذا خفنا أي مخلوق فإننا نفر منه إلا الخوف من الله؛ فكلما زاد خوفك من الله كلما زاد قربك لله وكلما انقاد قلبك لأوامره سبحانه وتعالى، وهو سبحانه الذي يفر المرء إليه، فكل ممن خفته تفر منه إلا الرحيم سبحانه!، (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ) (الذاريات: 50)
هل الخوف من الله مقصود لذاته؟
والخوف ليس مقصوداً لذاته، ليس المقصود أن نخاف لأجل أن نخاف بل نخاف ليكون الخوف وسيلة تصلح أحوالنا.
لو كان الخوف مقصوداً لذاته لما ذهب عن أهل الجنة!!، فليس فيها عمل ولا اجتهاد في العبادات ومقاومة للهوى والشهوات كان الخوف من أهلها ذاهب { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }[الأحقاف: 13](ابن القيم، المدارج، بتصرف)
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى