قول يوسف عليه السلام ( اجعلني على خزائن الأرض): هل هو تسويق؟
الثلاثاء مارس 22, 2022 2:17 pm
ar
قول يوسف عليه السلام ( اجعلني على خزائن الأرض): هل هو تسويق؟
ملحق: أقوال في قول يوسف -عليه الصلاة والسلام-: {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيم}[يوسف:55]:
تضمن قول يوسف -عليه السلام- طلبًا للولاية، وذِكْرًا لقدراته، ومدحًا لها؛ ولذا اختلف كثيرًا في ذلك أهلُ العلم، ومن جميل ما قِيلَ في ذلك: ما قاله القرطبي: ودلَّت الآية -أيضًا- على جواز أن يطلب الإنسان عملًا يكون له أهلًا؛ فإن قيل: فقد روى مسلم عن عبدالرحمن بن سمرة قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا عبد الرحمن، لا تسأل الإمارة؛ فإنَّك إن أُعْطِيتَها عن غيرِ مسألةٍ أُعِنْتَ عليها، وإن أُعْطِيتَها عن مسألة وُكِلْتَ إليها)).
وعن أبي بَرَدَةَ قال: قال أبو موسى: أقبلتُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعي رجلان من الأشعريين، أحدهما عن يميني، والآخر عن يساري، فكلاهما سأل العمل، والنبي صلى الله عليه وسلم يَستاك، فقال: ((ما تقولُ يا أبا موسى -أو يا عبد الله بن قيس-))، قال: قلت: والذي بعثك بالحق ما أطلعاني على ما في أنفسهما، وما شعرت أنَّهما يطلبان العمل، قال: وكأنَّي أنظر إلى سواكه تحت شفته وقد قلصت، فقال: ((لن -أو- لا نستعمل على عملنا مَنْ أراده...))، وذكر الحديث، وغير ذلك من الأحاديث.
فالجواب:
أولًا: أنَّ يوسف -عليه السلام- إنَّما طلب الولاية؛ لأنَّه علم أنَّه لا أحد يقوم مقامه في العدل والإصلاح وتوصيل الفقراء إلى حقوقهم، فرأى أنَّ ذلك فرضٌ مُتعَيَّنٌ عليه؛ فإنَّه لم يكن هناك غيره.
وهكذا الحكم اليوم، لو علم إنسان من نفسه أنَّه يقوم بالحقِّ في القضاء أو الحسبة، ولم يكن هناك من يصلح ولا يقوم مقامَهُ؛ لتعيَّنَ ذلك عليه، ووجب أنَّ يتولاها، ويسأل ذلك، ويخبر بصفاته التي يستحقها به من العلم والكفاية وغير ذلك، كما قال يوسف -عليه السلام- فأمَّا لو كان هناك من يقوم بها ويَصْلحُ لها وعلم بذلك؛ فالأولى ألا يطلب؛ لقوله -عليه السلام- لعبدالرحمن بن سمرة: ((لا تسألِ الإمارةَ..)).
التوقيع
قول يوسف عليه السلام ( اجعلني على خزائن الأرض): هل هو تسويق؟
ملحق: أقوال في قول يوسف -عليه الصلاة والسلام-: {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيم}[يوسف:55]:
تضمن قول يوسف -عليه السلام- طلبًا للولاية، وذِكْرًا لقدراته، ومدحًا لها؛ ولذا اختلف كثيرًا في ذلك أهلُ العلم، ومن جميل ما قِيلَ في ذلك: ما قاله القرطبي: ودلَّت الآية -أيضًا- على جواز أن يطلب الإنسان عملًا يكون له أهلًا؛ فإن قيل: فقد روى مسلم عن عبدالرحمن بن سمرة قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا عبد الرحمن، لا تسأل الإمارة؛ فإنَّك إن أُعْطِيتَها عن غيرِ مسألةٍ أُعِنْتَ عليها، وإن أُعْطِيتَها عن مسألة وُكِلْتَ إليها)).
وعن أبي بَرَدَةَ قال: قال أبو موسى: أقبلتُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعي رجلان من الأشعريين، أحدهما عن يميني، والآخر عن يساري، فكلاهما سأل العمل، والنبي صلى الله عليه وسلم يَستاك، فقال: ((ما تقولُ يا أبا موسى -أو يا عبد الله بن قيس-))، قال: قلت: والذي بعثك بالحق ما أطلعاني على ما في أنفسهما، وما شعرت أنَّهما يطلبان العمل، قال: وكأنَّي أنظر إلى سواكه تحت شفته وقد قلصت، فقال: ((لن -أو- لا نستعمل على عملنا مَنْ أراده...))، وذكر الحديث، وغير ذلك من الأحاديث.
فالجواب:
أولًا: أنَّ يوسف -عليه السلام- إنَّما طلب الولاية؛ لأنَّه علم أنَّه لا أحد يقوم مقامه في العدل والإصلاح وتوصيل الفقراء إلى حقوقهم، فرأى أنَّ ذلك فرضٌ مُتعَيَّنٌ عليه؛ فإنَّه لم يكن هناك غيره.
وهكذا الحكم اليوم، لو علم إنسان من نفسه أنَّه يقوم بالحقِّ في القضاء أو الحسبة، ولم يكن هناك من يصلح ولا يقوم مقامَهُ؛ لتعيَّنَ ذلك عليه، ووجب أنَّ يتولاها، ويسأل ذلك، ويخبر بصفاته التي يستحقها به من العلم والكفاية وغير ذلك، كما قال يوسف -عليه السلام- فأمَّا لو كان هناك من يقوم بها ويَصْلحُ لها وعلم بذلك؛ فالأولى ألا يطلب؛ لقوله -عليه السلام- لعبدالرحمن بن سمرة: ((لا تسألِ الإمارةَ..)).
التوقيع
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى