أهمية التفقه في الدين ( 2 )
الثلاثاء يونيو 21, 2022 4:00 pm
أهم متطلبات طلب العلم
ولكنيعرف مع ذلك العبد يعرف أن هذا العلم الذي يتعلمه لا يحصل في وقت قصير، بللا بد من الممارسة، ولا بد من الصبر على المشقة والصعوبات التي قد تلاقيه،والخسران والنفقات المالية، ونحو ذلك؛ حتى يحصل على جانب من العلم فيهكفايته وفائدته، فقد روي عن بعض الشعراء، أنه قال:
أخي لن تنـال العــلم إلا بستـة
سـأنبيك عـن تفصيلهـا ببيـان
ذكـاء وحـرص واجتهـاد وفطنة
وصحبـة أسـتاذ وطـول زمـان
فهذه الستة إذا اجتمعت في الإنسان رجي أن يكون موفقا لتحصيل العلم النافع.
فأما أولها وهو: الذكاء، فإنه يخرج البليد، الذي يكون غافلا أو مغفلا غير عاقل ولا متعقل لما يقول.
ولا حافظ ولم يرزق حفظا، فإنه يتعب ويتعب نفسه ولا يحصل على فائدة، بل كلما حصل على شيء ذهب من ذاكرته ونسيه أو تغافل عنه.
وأما الثاني وهو: الحرص، فإنه يدل على أن طالب العلم عليه أن يحرص، والحرصلا شك أنه يبعث على مواصلة الطلب في الليل والنهار وفي الأيام كلها، ولايخص ذلك بوقت دون وقت.
وكذلك الاجتهاد الذي هو بذل الجهد بالنفسوالمال، الجهد هو غاية المستطاع، يبذل جهده وهو غاية مستطاعه، فينفق منماله، ويسافر بلدا، ويقطع المراحل، ويسهر الليالي، وما أشبه ذلك، مما يدلعلى أنه مجتهد، وصادق الرغبة.
وأما البلغة التي هي الزاد الذييقتاته فإن هذا من ضروريات الحياة، فالذي يتعلم ولكن ليس عنده ما يقتات بهوما يأكله وما يقوت به نفسه هذا لا تهنأ حياته ولا تقر، فهو بحاجة إلى أنيكون له كسب أو دخل، إما أن يكون له أبوان قد قاما بكفايته والنفقة عليه،أو له غلة ودخل، أو له حرفة يحترف بها في وقت من الأوقات يكون كسبه منهامسببا لأن يستغل غلة تقوم بكفايته والنفقة عليه في وقت الطلب؛ حتى يواصلسيره ويتعلم إلى أن يحصل على جانب من العلم.
وأما صحبة المدرسوالمعلم فهذه أيضا من الضروريات، فالذي يتعلم على نفسه، أو يتعلم على منهو دونه مثلا، أو يقرأ من الكتب وهو لا يفقه ما تتضمنه، قد يقع في أخطاء،وقد يمل ويتكاسل فلا يحصل على المطلوب، وأما طول الزمان فإنه يدل على أنالإنسان لا يمل، ولا ينبغي له أن يمل ولو طال الزمان ولو بقي عشراتالسنين.
هكذا كان العلماء -رحمهم الله- يواصلون سيرهم ولو بلغوا مابلغوا، فإن الإنسان كلما حصل على علم ازدادت المعرفة عنده، وازدادت حرارةالعلم، وتوسعت المعارف أمامه، ولا شك أيضا أن العلوم تتراكم وتتكاثر عليه،ولذلك يقول بعض العلماء: إن العلم كثير، وإن العمر قصير، فينبغي للإنسانأن يبدأ بالأهم فالأهم، ولا شك أن الأهم هو ما يفيدك في حياتك وفيعباداتك، وتقتصر من بقية العلوم على ما أنت بحاجة إليه فقط.
فالتوسعفي العلوم الأخرى قد يسأل الإنسان عن ما هو أهم منه، حتى قال بعض العلماءفي علم النحو: إن النحو في الكلام كالملح في الطعام، بمعنى: أنه لا حاجةإلى الإكثار منه، فلا تتوغل فيه وتكثر منه فيذهب وقتك ويزهق عمرك وحياتكدون أن تحصل على شيء مفيد غاية الفائدة، ولا تتركه فتقع في الأخطاء وفياللحن وفي الأغلاط، بل تقتصر منه على ما يصلح حالتك.
كما أن الملحفي الطعام لا يزاد منه ولا يقلل منه، فإن زيد منه أفسد الطعام وإن قلل منهفالطعام سامج لا يستساغ أكله، بل يقتصر على قدر الحاجة، إذا كان هذا فيعلم النحو الذي مدحه بعضهم بقوله:
وإذا طلبت من العلوم أهمهـا
فأهمها منها مقيـم الألسـن
فكيف ببقية العلوم التي فائدتها قليلة، أو قد تكون مضرتها محققة؟! ولا نطيل في البحث في هذا.
ولكنيعرف مع ذلك العبد يعرف أن هذا العلم الذي يتعلمه لا يحصل في وقت قصير، بللا بد من الممارسة، ولا بد من الصبر على المشقة والصعوبات التي قد تلاقيه،والخسران والنفقات المالية، ونحو ذلك؛ حتى يحصل على جانب من العلم فيهكفايته وفائدته، فقد روي عن بعض الشعراء، أنه قال:
أخي لن تنـال العــلم إلا بستـة
سـأنبيك عـن تفصيلهـا ببيـان
ذكـاء وحـرص واجتهـاد وفطنة
وصحبـة أسـتاذ وطـول زمـان
فهذه الستة إذا اجتمعت في الإنسان رجي أن يكون موفقا لتحصيل العلم النافع.
فأما أولها وهو: الذكاء، فإنه يخرج البليد، الذي يكون غافلا أو مغفلا غير عاقل ولا متعقل لما يقول.
ولا حافظ ولم يرزق حفظا، فإنه يتعب ويتعب نفسه ولا يحصل على فائدة، بل كلما حصل على شيء ذهب من ذاكرته ونسيه أو تغافل عنه.
وأما الثاني وهو: الحرص، فإنه يدل على أن طالب العلم عليه أن يحرص، والحرصلا شك أنه يبعث على مواصلة الطلب في الليل والنهار وفي الأيام كلها، ولايخص ذلك بوقت دون وقت.
وكذلك الاجتهاد الذي هو بذل الجهد بالنفسوالمال، الجهد هو غاية المستطاع، يبذل جهده وهو غاية مستطاعه، فينفق منماله، ويسافر بلدا، ويقطع المراحل، ويسهر الليالي، وما أشبه ذلك، مما يدلعلى أنه مجتهد، وصادق الرغبة.
وأما البلغة التي هي الزاد الذييقتاته فإن هذا من ضروريات الحياة، فالذي يتعلم ولكن ليس عنده ما يقتات بهوما يأكله وما يقوت به نفسه هذا لا تهنأ حياته ولا تقر، فهو بحاجة إلى أنيكون له كسب أو دخل، إما أن يكون له أبوان قد قاما بكفايته والنفقة عليه،أو له غلة ودخل، أو له حرفة يحترف بها في وقت من الأوقات يكون كسبه منهامسببا لأن يستغل غلة تقوم بكفايته والنفقة عليه في وقت الطلب؛ حتى يواصلسيره ويتعلم إلى أن يحصل على جانب من العلم.
وأما صحبة المدرسوالمعلم فهذه أيضا من الضروريات، فالذي يتعلم على نفسه، أو يتعلم على منهو دونه مثلا، أو يقرأ من الكتب وهو لا يفقه ما تتضمنه، قد يقع في أخطاء،وقد يمل ويتكاسل فلا يحصل على المطلوب، وأما طول الزمان فإنه يدل على أنالإنسان لا يمل، ولا ينبغي له أن يمل ولو طال الزمان ولو بقي عشراتالسنين.
هكذا كان العلماء -رحمهم الله- يواصلون سيرهم ولو بلغوا مابلغوا، فإن الإنسان كلما حصل على علم ازدادت المعرفة عنده، وازدادت حرارةالعلم، وتوسعت المعارف أمامه، ولا شك أيضا أن العلوم تتراكم وتتكاثر عليه،ولذلك يقول بعض العلماء: إن العلم كثير، وإن العمر قصير، فينبغي للإنسانأن يبدأ بالأهم فالأهم، ولا شك أن الأهم هو ما يفيدك في حياتك وفيعباداتك، وتقتصر من بقية العلوم على ما أنت بحاجة إليه فقط.
فالتوسعفي العلوم الأخرى قد يسأل الإنسان عن ما هو أهم منه، حتى قال بعض العلماءفي علم النحو: إن النحو في الكلام كالملح في الطعام، بمعنى: أنه لا حاجةإلى الإكثار منه، فلا تتوغل فيه وتكثر منه فيذهب وقتك ويزهق عمرك وحياتكدون أن تحصل على شيء مفيد غاية الفائدة، ولا تتركه فتقع في الأخطاء وفياللحن وفي الأغلاط، بل تقتصر منه على ما يصلح حالتك.
كما أن الملحفي الطعام لا يزاد منه ولا يقلل منه، فإن زيد منه أفسد الطعام وإن قلل منهفالطعام سامج لا يستساغ أكله، بل يقتصر على قدر الحاجة، إذا كان هذا فيعلم النحو الذي مدحه بعضهم بقوله:
وإذا طلبت من العلوم أهمهـا
فأهمها منها مقيـم الألسـن
فكيف ببقية العلوم التي فائدتها قليلة، أو قد تكون مضرتها محققة؟! ولا نطيل في البحث في هذا.
رد: أهمية التفقه في الدين ( 2 )
الثلاثاء يونيو 21, 2022 4:04 pm
فنقول:إن الإنسان مهما ذاق حلاوة العلم فإنه يزداد نهمه ويزداد طلبه ولا يشبعأبدا، سواء كان يقرأ القرآن، أو يقرأ كتب السنة، أو يقرأ كتب أهل الفقهوأهل العلم النافع، أو يقرأ أيضا في كتب أهل الآداب والأخلاق التي فيهامحاسن الأعمال ومساوئها، أو ما أشبه ذلك.
ولن يجد لذلكنهاية، لذلك روي في بعض الآثار: منهومان لا يشبعان: طالب دنيا، وطالب علم،والمنهوم هو: الذي له نهمة وهمة تدفعه، فطالب الدنيا مهما حصل منها لايشبع ولا تنتهي رغبته، كذلك طالب العلم مهما حصل لا يزال يواصل الطلب، ولايزال يتعلم حتى يصل إلى آخر حياته.
كما روي عن الإمام أحمد أنه قال: من المحبرة إلى المقبرة، يعني: أنه يشتغل بطلب العلم وبكتابته من المهد إلى اللحد.
هذه حالة أهل العلم الذين أفنوا حياتهم في ذلك، وقد أخبروا بالصعوبات التيلاقوها، وما صبروا عليه من المشقات، وأنهم ما حصلوا هذا العلم إلا بعدماوصلوا إلى ما وصلوا إليه واجتهدوا، فقد روي عن ابن عباس -رضي الله عنهما-أنه كان إذا بلغه الحديث عن أحد الصحابة ذهب إليه حتى في القيلولة في شدةالحر في وسط النهار، فإذا طرق بابه، وقيل: إنه نائم، وقف أو جلس عند البابفي حر الشمس حتى يستيقظ للصلاة، فإذا استيقظ ورآه عند الباب استنكر ذلك،وقال: كيف وأنت ابن عم النبي -صلى الله عليه وسلم- تجلس في الشمس؟! فيقول:إني كرهت أن أوقظك، فيقول: هلا أخبرتني فآتيك، فيقول: لا العلم يؤتى ولايأتي؛ العلم يستحق أن يؤتى إليه، حامل العلم يستحق أن يُعْنَى له، هكذاكان -رضي الله عنه-.
كذلك روي عن الإمام الشافعي أنه تكلم بكلام يدلعلى فضل العلم، وعلى فضل الحرص، وعلى فضل مواصلة العلم، يقول فيما رويعنه: العلم بطي اللزام، بعيد المرام، لا يدرك بالسهام، ولا يورث عن الآباءوالأعمام، إنما هو شجرة لا تصلح إلا بالغرس، ولا تغرس إلا في النفس، ولاتسقى إلا بالدرس، ولا يحصل إلا لمن أنفق العينين، وجثا على الركبتين.
وانظر إلى من شغل نهاره بالجمع وليله بالجماع، أيخرج من ذلك فقيها؟! كلاوالله، حتى يحتفظ الدفاتر، ويستحصل المحابر، ويقطع القفار، ولا يفصل فيطلبه بين الليل والنهار.
ولا شك أن هذا منه -رحمه الله- حث علىالصبر والمصابرة في طلب العلم، وبيان أن أهله يلاقون منه المشقاتوالصعوبات، ويصبرون على قطع القفار التي هي الفيافي والمفازات والأسفار،حتى كان بعضهم يسافر مسيرة شهر لأجل أن يحصل على حديث واحد، وحتى كانالبعض مشايخنا أو مشايخ مشايخنا يبيت الليل كله ينسخ ويكتب، ولا يتفرغلأكل عشائه إلا بعد أذان الصبح أو قرب أذانه، وكل ذلك من نهمته وحرصه علىطلب العلم وتعلمه.
وكذلك أيضا حرص كثير منهم في كتابة العلم على أنينفعوا الأمة بما يكتبونه؛ فقد روي أن بعض العلماء كابن جرير مكث أربعينسنة يكتب في كل يوم أربعين ورقة؛ أي ثمانين صفحة من التأليف، وذلك لا شكأنه يأتي إلى مؤلفات كثيرة.
وآخر من العلماء ذكروا أنه بعد كل صلاةالعشاء يكتب عشرين ورقة في كل ليلة قبل أن ينام، يعني من التأليف، ويصبرعلى البحث، وطول التنقيب، وذلك كله حرص منهم على المعرفة، ونفع الأمة بمايصلون إليه أو بما ينتفع به بعدهم.
ولن يجد لذلكنهاية، لذلك روي في بعض الآثار: منهومان لا يشبعان: طالب دنيا، وطالب علم،والمنهوم هو: الذي له نهمة وهمة تدفعه، فطالب الدنيا مهما حصل منها لايشبع ولا تنتهي رغبته، كذلك طالب العلم مهما حصل لا يزال يواصل الطلب، ولايزال يتعلم حتى يصل إلى آخر حياته.
كما روي عن الإمام أحمد أنه قال: من المحبرة إلى المقبرة، يعني: أنه يشتغل بطلب العلم وبكتابته من المهد إلى اللحد.
هذه حالة أهل العلم الذين أفنوا حياتهم في ذلك، وقد أخبروا بالصعوبات التيلاقوها، وما صبروا عليه من المشقات، وأنهم ما حصلوا هذا العلم إلا بعدماوصلوا إلى ما وصلوا إليه واجتهدوا، فقد روي عن ابن عباس -رضي الله عنهما-أنه كان إذا بلغه الحديث عن أحد الصحابة ذهب إليه حتى في القيلولة في شدةالحر في وسط النهار، فإذا طرق بابه، وقيل: إنه نائم، وقف أو جلس عند البابفي حر الشمس حتى يستيقظ للصلاة، فإذا استيقظ ورآه عند الباب استنكر ذلك،وقال: كيف وأنت ابن عم النبي -صلى الله عليه وسلم- تجلس في الشمس؟! فيقول:إني كرهت أن أوقظك، فيقول: هلا أخبرتني فآتيك، فيقول: لا العلم يؤتى ولايأتي؛ العلم يستحق أن يؤتى إليه، حامل العلم يستحق أن يُعْنَى له، هكذاكان -رضي الله عنه-.
كذلك روي عن الإمام الشافعي أنه تكلم بكلام يدلعلى فضل العلم، وعلى فضل الحرص، وعلى فضل مواصلة العلم، يقول فيما رويعنه: العلم بطي اللزام، بعيد المرام، لا يدرك بالسهام، ولا يورث عن الآباءوالأعمام، إنما هو شجرة لا تصلح إلا بالغرس، ولا تغرس إلا في النفس، ولاتسقى إلا بالدرس، ولا يحصل إلا لمن أنفق العينين، وجثا على الركبتين.
وانظر إلى من شغل نهاره بالجمع وليله بالجماع، أيخرج من ذلك فقيها؟! كلاوالله، حتى يحتفظ الدفاتر، ويستحصل المحابر، ويقطع القفار، ولا يفصل فيطلبه بين الليل والنهار.
ولا شك أن هذا منه -رحمه الله- حث علىالصبر والمصابرة في طلب العلم، وبيان أن أهله يلاقون منه المشقاتوالصعوبات، ويصبرون على قطع القفار التي هي الفيافي والمفازات والأسفار،حتى كان بعضهم يسافر مسيرة شهر لأجل أن يحصل على حديث واحد، وحتى كانالبعض مشايخنا أو مشايخ مشايخنا يبيت الليل كله ينسخ ويكتب، ولا يتفرغلأكل عشائه إلا بعد أذان الصبح أو قرب أذانه، وكل ذلك من نهمته وحرصه علىطلب العلم وتعلمه.
وكذلك أيضا حرص كثير منهم في كتابة العلم على أنينفعوا الأمة بما يكتبونه؛ فقد روي أن بعض العلماء كابن جرير مكث أربعينسنة يكتب في كل يوم أربعين ورقة؛ أي ثمانين صفحة من التأليف، وذلك لا شكأنه يأتي إلى مؤلفات كثيرة.
وآخر من العلماء ذكروا أنه بعد كل صلاةالعشاء يكتب عشرين ورقة في كل ليلة قبل أن ينام، يعني من التأليف، ويصبرعلى البحث، وطول التنقيب، وذلك كله حرص منهم على المعرفة، ونفع الأمة بمايصلون إليه أو بما ينتفع به بعدهم.
رد: أهمية التفقه في الدين ( 2 )
الثلاثاء يونيو 21, 2022 4:05 pm
فإذا عرفنا أنا مطالبون بأن نتعلم ما
ينفعنا، فإن علينا أن نغتنم الأوقات قبل أن تتغير الأوقات، فمثلا الشباب ما
داموا في سن الشباب، وقد تفرغوا وقد كفوا المئونة؛ يسر الله لهم الوالدين
اللذين يكفونهم المئونة، ويفرغونهم للتعلم، فعليهم أن ينتهزوا الفرصة وأن
يتعلموا، ومجال العلم واسع؛ سواء ما تعلموه من أفواه المشايخ والعلماء، أو
من الحلقات التي تقام في المساجد ونحوها، أو من الدروس التي تقام في
المراكز كهذا المركز ونحوه، التي يمارس فيها أنواع كثيرة من العلم، أو من
السؤالات بأن يسألوا ويستفسروا ويسألوا أهل العلم؛ عملا بقوله تعالى: أهمية التفقه في الدين ( 2 ) B2 فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ أهمية التفقه في الدين ( 2 ) B1 . [/font]
ينتهز الشاب هذه الفرصة قبل أن تتغير حاله، فإنه يمكن بعد سنوات أن يحتاج
إلى نفسه، عندما ينفرد وعندما يكلف أن يكتسب رزقه ومعيشته بنفسه، يشق عليه
بعد ذلك التفرغ والتعلم، فيكون في هذه في تلك الحال قد وقع في حرج ومشقة،
فمتى يتعلم؟ يفوت الأوان، فما أحسنها من فرصة مهيأة للشاب الذي قد كفي
المئونة، ويسرت له الأسباب.
في أزمنتنا هذه -والحمد لله - الأسباب
موفرة؛ الأسباب العامة، والأسباب الخاصة، فمن الأسباب العامة: أن الله
تعالى أعطى الإنسان العقل والفهم والذكاء والإدراك والسمع والبصر، وامتن
عليه بذلك في قوله تعالى: أهمية التفقه في الدين ( 2 ) B2
وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ
شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ
لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ أهمية التفقه في الدين ( 2 ) B1
فامتن عليه بأنه -وإن أخرجه جاهلا- فقد من عليه: بالسمع والبصر والفؤاد،
فبالسمع: يستمع إلى النصائح التي والمسائل التي تنفعه، وبالبصر: يقرأ في
الكتب، وينظر في آيات الله، وبالفؤاد: يتعقل ويتفقه ويتذكر ما حفظه، فيكتسب
بذلك علما.
وكما أن سن الشباب هو وقت الذكاء، ووقت الحفظ، ووقت بقاء
المعلومات، ولأجل ذلك يقول بعضهم: إن العلم في الصغر كالنقش في الحجر وهذا
مثل مطابق؛ وذلك لأن الصغير متفرغ القلب، وعادة أنه يكون قلبه متفتحا،
ومقبلا على ما يسمعه، فما قرع سمعه وقر في قلبه، وبقي في ذاكرته مدة وبرهة
طويلة، فينتفع ببقاء هذه المعلومات، هذا من جهة.
ومن جهة ثانية أن
الله تعالى يسر لنا في هذه البلاد، هذه الدولة التي قد كفتنا المئونة،
ويسرت لنا الأسباب التي نتحصل بها على طلب العلم.
فمن ذلك ما فتح من
المدارس، ومن المعاهد، ومن الكليات، ومن الجامعات، التي تحتوي على العلوم
النافعة، وفي كلها لا تخلو جامعة أو كلية أو معهد أو مدرسة، لا تخلو من
علوم نافعة وعلوم مكملة، فإذن كل يلتحق بما يناسبه، وما يميل إليه؛ يقرأ
ويتعلم مجانا، دون أن يؤخذ عليه أجرة؛ أجرة تعليم، ونحو ذلك، وتبذل له
الوسائل كلها، فالمعلمون يبذلون له العلم بدون مقابل، والكتب والمقررات
تعطى له، وتصرف له أيضا بدون قيمة، وما أشبه ذلك.
فهذه أيضا من النعم
التي يجب أن تغتنم ولا تفوت، وهكذا أيضا إقامة هذه المراكز الصيفية، التي
في وقت هذا الفراغ، لما شعر القائمون عليها بما يكون فيه الشباب بعد فراغهم
من الدراسات النظامية من الفراغ، وأنهم إذا فرغوا لم يأمنوا أن يشغلوا
وقتهم فيما يضرهم، ابتكروا وتفكروا في هذه الفكرة الطيبة، فأنشئوا هذه
المراكز.
ولا شك أن فيها خيرا كثيرا؛ فمنه ما هو عام وخاص، فمن ذلك ما
يلقى فيها من الدروس اليومية والأسبوعية، ونحو ذلك، وكذلك ما يقرأ فيها من
كتاب الله بتدبر وتفهم، وتفيد المتعلم، وتنير بصيرته، وتكسبه علما قد لا
يكتسبه في المدارس الابتدائية والثانوية ونحوها، قد لا يكتسب كثيرا من
العلوم التي يتعلمها في هذه المراكز ونحوها.
ومن الأسباب والوسائل
أيضا أن هناك علماء قد بذلوا أيضا أوقاتا من أوقاتهم في بذل العلم
والتعليم، سواء في الليل أو في النهار، فأقاموا حلقات في بيوتهم، أو في
المساجد القريبة من بيوتهم، أو نحو ذلك، وفتحوا المجال لمن يريد أن يتزود
ويتنور، فما بقي على الإنسان إلا أن يهتم بهذا الأمر، وأن ينفذ همته ونيته،
فإذا نفذها رجي بذلك أن يحصل - إن شاء الله - على علم.
ينفعنا، فإن علينا أن نغتنم الأوقات قبل أن تتغير الأوقات، فمثلا الشباب ما
داموا في سن الشباب، وقد تفرغوا وقد كفوا المئونة؛ يسر الله لهم الوالدين
اللذين يكفونهم المئونة، ويفرغونهم للتعلم، فعليهم أن ينتهزوا الفرصة وأن
يتعلموا، ومجال العلم واسع؛ سواء ما تعلموه من أفواه المشايخ والعلماء، أو
من الحلقات التي تقام في المساجد ونحوها، أو من الدروس التي تقام في
المراكز كهذا المركز ونحوه، التي يمارس فيها أنواع كثيرة من العلم، أو من
السؤالات بأن يسألوا ويستفسروا ويسألوا أهل العلم؛ عملا بقوله تعالى: أهمية التفقه في الدين ( 2 ) B2 فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ أهمية التفقه في الدين ( 2 ) B1 . [/font]
ينتهز الشاب هذه الفرصة قبل أن تتغير حاله، فإنه يمكن بعد سنوات أن يحتاج
إلى نفسه، عندما ينفرد وعندما يكلف أن يكتسب رزقه ومعيشته بنفسه، يشق عليه
بعد ذلك التفرغ والتعلم، فيكون في هذه في تلك الحال قد وقع في حرج ومشقة،
فمتى يتعلم؟ يفوت الأوان، فما أحسنها من فرصة مهيأة للشاب الذي قد كفي
المئونة، ويسرت له الأسباب.
في أزمنتنا هذه -والحمد لله - الأسباب
موفرة؛ الأسباب العامة، والأسباب الخاصة، فمن الأسباب العامة: أن الله
تعالى أعطى الإنسان العقل والفهم والذكاء والإدراك والسمع والبصر، وامتن
عليه بذلك في قوله تعالى: أهمية التفقه في الدين ( 2 ) B2
وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ
شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ
لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ أهمية التفقه في الدين ( 2 ) B1
فامتن عليه بأنه -وإن أخرجه جاهلا- فقد من عليه: بالسمع والبصر والفؤاد،
فبالسمع: يستمع إلى النصائح التي والمسائل التي تنفعه، وبالبصر: يقرأ في
الكتب، وينظر في آيات الله، وبالفؤاد: يتعقل ويتفقه ويتذكر ما حفظه، فيكتسب
بذلك علما.
وكما أن سن الشباب هو وقت الذكاء، ووقت الحفظ، ووقت بقاء
المعلومات، ولأجل ذلك يقول بعضهم: إن العلم في الصغر كالنقش في الحجر وهذا
مثل مطابق؛ وذلك لأن الصغير متفرغ القلب، وعادة أنه يكون قلبه متفتحا،
ومقبلا على ما يسمعه، فما قرع سمعه وقر في قلبه، وبقي في ذاكرته مدة وبرهة
طويلة، فينتفع ببقاء هذه المعلومات، هذا من جهة.
ومن جهة ثانية أن
الله تعالى يسر لنا في هذه البلاد، هذه الدولة التي قد كفتنا المئونة،
ويسرت لنا الأسباب التي نتحصل بها على طلب العلم.
فمن ذلك ما فتح من
المدارس، ومن المعاهد، ومن الكليات، ومن الجامعات، التي تحتوي على العلوم
النافعة، وفي كلها لا تخلو جامعة أو كلية أو معهد أو مدرسة، لا تخلو من
علوم نافعة وعلوم مكملة، فإذن كل يلتحق بما يناسبه، وما يميل إليه؛ يقرأ
ويتعلم مجانا، دون أن يؤخذ عليه أجرة؛ أجرة تعليم، ونحو ذلك، وتبذل له
الوسائل كلها، فالمعلمون يبذلون له العلم بدون مقابل، والكتب والمقررات
تعطى له، وتصرف له أيضا بدون قيمة، وما أشبه ذلك.
فهذه أيضا من النعم
التي يجب أن تغتنم ولا تفوت، وهكذا أيضا إقامة هذه المراكز الصيفية، التي
في وقت هذا الفراغ، لما شعر القائمون عليها بما يكون فيه الشباب بعد فراغهم
من الدراسات النظامية من الفراغ، وأنهم إذا فرغوا لم يأمنوا أن يشغلوا
وقتهم فيما يضرهم، ابتكروا وتفكروا في هذه الفكرة الطيبة، فأنشئوا هذه
المراكز.
ولا شك أن فيها خيرا كثيرا؛ فمنه ما هو عام وخاص، فمن ذلك ما
يلقى فيها من الدروس اليومية والأسبوعية، ونحو ذلك، وكذلك ما يقرأ فيها من
كتاب الله بتدبر وتفهم، وتفيد المتعلم، وتنير بصيرته، وتكسبه علما قد لا
يكتسبه في المدارس الابتدائية والثانوية ونحوها، قد لا يكتسب كثيرا من
العلوم التي يتعلمها في هذه المراكز ونحوها.
ومن الأسباب والوسائل
أيضا أن هناك علماء قد بذلوا أيضا أوقاتا من أوقاتهم في بذل العلم
والتعليم، سواء في الليل أو في النهار، فأقاموا حلقات في بيوتهم، أو في
المساجد القريبة من بيوتهم، أو نحو ذلك، وفتحوا المجال لمن يريد أن يتزود
ويتنور، فما بقي على الإنسان إلا أن يهتم بهذا الأمر، وأن ينفذ همته ونيته،
فإذا نفذها رجي بذلك أن يحصل - إن شاء الله - على علم.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى