فقه الصحابة ( رضي الله عنهم ) في الرد على المخالف
الثلاثاء يونيو 07, 2022 11:22 am
فقه الصحابة ( رضي الله عنهم ) في الرد على المخالف
لفضيلة الدكتور : عبد العزيز بن محمد العبد اللطيف
الحمد
لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينامحمد
وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد:
فالرد على المخالف والذب عن دين الله - تعالى - من أفضل الجهاد فيسبيل
الله، ففي هذا الجهاد إظهار الحق ودحض المفتريات وكشف الشبهات، كماأن فيه
النصح للمسلمين والإشفاق عليهم.
ولما قيل للإمام أحمد بن حنبل -
رحمه الله -: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحبإليك أو يتكلم في أهل البدع؟
فقال: إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه،وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو
للمسلمين، هذا أفضل
وقال يحيى بن يحيى النيسابوري - رحمه الله -: « الذبّ عن السنة أفضل من الجهاد في سبيل الله»
ولما
كـان الصحابة - رضي الله عنهم - أعمق هذه الأمة علماً، وأكمل معرفةبالخير
والشر، وأتم الناس فقهاً لمراتب الأعمال الصالحة، فلقد كانت لهمالجهود
المباركة والمساعي المحمودة فـي مجاهدة المبتدعة والدفاع عن السنة،يقول شيخ
الإسلام ابن تيمية: «كان الصحابة - رضي الله عنهم - أعظم إيماناًوجهاداً
ممن بعدهم، لكمال معرفتهم بالخير والشر، وكمال محبتهم للخيروبغضهم للشر؛
لما علموه من حسن حال الإسلام والإيمان والعمل الصالح، وقبححال الكفر
والمعاصي« إلى أن قال: »وكذلك من دخل مع أهل البدع والفجور، ثمبين الله لـه
الحق وتاب عليه توبةً نصوحاً، ورزقه الجهاد في سبيل الله،فقد يكون بيانه
لحالهم، وهجره لمساويهم وجهاده لهم أعظم من غيره، قال نعيمبن حماد الخزاعي ـ
وكان شديداً على الجهمية ـ: « أنا شديد عليهم؛ لأني كنتمنهم..».
ومن
جهودهم الظاهرة في هذا المجال ما فعله الفاروق عمر - رضي الله عنه - تجاه
صبيغ ـ لمّا خاض في المتشابه ـ حيث ضربه ونفاه.. وحرّق علي - رضيالله عنه -
الغلاة القائلين بإلهيته، وجلد من فضّله على الشيخين أبي بكروعمر - رضي
الله عنهما - حد المفتري، وردّ عبد الله بن عمر وابن عباسوجابر بن عبد الله
- رضي الله عنهم - على الخوارج والقدرية.. كما حذرعمومُ الصحابة من
الابتداع والإحداث في دين الله - تعالى -.
ومن خلال نظرات يسيرة في تلك الجهود نلمس جملة أمور، منها:
تمام
الاتباع وكمال التأسي برسول الله في الردّ على المخالف ، ودليل ذلكحديث
عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - "أن رسول الله - صلىالله عليه
وسلم - خرج ذات يوم، والناس يتكلمون في القدر، فكأنما تفقأ فيوجهه حب
الرمان من الغضب، فقال: مالكم تضربون كتاب الله بعضه ببعض؟ بهذاهلك من كان
قبلكم، يقول ابن عمرو: فما غبطت نفسي بمجلس فيه رسول الله- صلىالله عليه
وسلم - لم أشهده بما غبطت بذلك المجلس أني لم أشهده. تأسىعبد الله بن عمر
بن الخطاب - رضي الله عنهما - برسول الله - صلى الله عليهوسلم - في ذلك،
فلما بلغه حال أولئك القدرية النفاة، غضب أشد الغضب، حتىقال الراوي: حتى
وددت أني لم أكن سألته.
ولما أُخبر ابن عباس - رضي الله عنهما -
عن رجل يكذب بالقدر، قال: دلونيعليه ـ وهو يومئذ أعمى ـ فقالوا لـه: ما
تصنع به؟ فقال: « والذي نفسي بيدهلئن استمكنت منه لأعضن أنفه حتى أقطعه،
ولئن وقعت رقبته بيدي لأدُقنّها«
أن الصحابة - رضي الله
عنهم - يَجْمَعُون في ردهم على المخالف بين العلمبالحق والعمل به، وبين
الرحمة بالخلق والإشفاق عليهم، والرد على المخالفلا يكون عملاً صالحًاً
مقبولاً إلا إذا أُريد به بيان الحق وإظهاره، ورحمةالخلق وهدايتهم.
فهذا
أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - يقول الحق ويرحم الخلق: فإنه لمارأي
سبعين رأساً من الخوارج وقد جزت تلك الرؤوس ونصبت على درج دمشق، فقال - رضي
الله عنه - إعلاماً بالحق ـ: سبحان الله، ما يصنع الشيطان ببني آدم! كلاب
جهنم، شر قتلى تحت ظل السماء.
ثم قال أبو أمامة لصاحبه: إنك بأرض هم بها كثير، فأعاذك الله منهم، ثم بكىقائلا: بكيت رحمة لهم حين رأيتهم كانوا من أهل الإسلام .
يتجلى
من خلال ردّ الصحابة على المخالف وحدة العقيدة ، فقولهم في هذا البابقول
واحد لفظاً ومعنى، فلا ترى بينهم اختلافاً، وخير مثال على ذلك ما رواهابن
الديلمي قائلا: أتيت أُبَيّ بن كعب، فقلت: أبا المنذر، فإنه وقع فيقلبي شيء
من هذا القدر، فحدثني بشيء لعل الله أن يذهبه عني، فقال: إن الله - عز وجل
- لو عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم غير ظالم لهم، ولو رحمهمكانت رحمته
خيراً لهم من أعمالهم، لو كان لك مثل جبل أحد ذهباً أنفقته فيسبيل الله،
ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكنليخطئك، وأن ما
أخطأك لم يكن ليصيبك، وإنك إن مت على غير هذا دخلت النار،ولا عليك أن تأتي
عبد الله بن مسعود فتسأله، فأتيت عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -
فسألته، فقال مثل ذلك، ثم قال ابن مسعود: ولا عليك أن تأتيأخي حذيفة بن
اليمان فتسأله، فأتيت حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - فسألته، فقال مثل
ذلك، قال: فَأْتِ زيد بن ثابت، فأتيت زيد بن ثابت، فقالمثل ذلك .
يظهر
في ردود الصحابة - رضي الله عنهم - على المخالفين عمق علم الصحابة ،فيقول
الصحابي الكلمة أو الكلمتين التي تتضمن أنواعاً من الفوائد والعلوم،وترى في
ردهم شمولية واعتدالاً في الرد فعندما يقول الفاروق عمر - رضيالله عنه -
عن النصارى: »أهينوهم، ولا تظلموهم؛ فلقد سبوا الله مسبة ماسّبه إياها أحد
من البشر».
فقول عمر: أهينوهم: من مقتضى البراءة من الكافرين، كما
قال - تعالى" يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء " فحق
الكفار العداوة والبغضاء حتى يؤمنوا بالله وحده، وأن نُهِينَهُم حيثأهانهم
الله - تعالى -، ومن يهن الله فماله من مكرم، ولذا قال عمر - رضيالله عنه -
لا أكرمهم إذ أهانهم الله، ولا أعزهم إذ أذلهم الله، ولاأُدْنِيهِم إذ
أقصاهم الله.
وأما قول عمر: ولا تظلموهم، فهذا مقتضى العدل والإقساط
معهم، كما قال - سبحانه -: ((لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَذِينَ لَمْ
يُقَاتِلُوكُمْفِي الدِِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن
تَبَرُّوهُمْوَتُقْسِطُوا إلَيْهِمْ إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ))
ففرّق
عمر - رضي الله عنه - بين حسن المعاملة مع الكفار وبغض الكفاروالبراءة
منهم، فلا يصح الخلط بين الأمرين، فَيُجْعَلََ العَدْلُ والإقساطمع الكفار
محبة وموالاة للكفار، كما لا يصح أن يُجْعَلَ بغضهم وعداوتهمظلماً وتعدياً .
يتبين
في ردود الصحابة على المخالفين: حدة أذهانهم ودقة أفهامهم، وممايوضح ذلك
أن عطاء بن يسار لـمّا سأل أبا سعيد الخدري - رضي الله عنه - عنالحرورية،
فقال عطاء: هل سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكرهم،فقال أبو سعيد:
لا أدري مَنْ الحرورية، ولكني سمعت رسول الله - صلى اللهعليه وسلم - يقول:
يخرج في هذه الأمة ـ ولم يقل منها ـ قوم تحقرون صلاتكممع صلاتهم... الحديث
.
قال المازري: هذا من أول الدلائل على سعة علم الصحابة - رضي الله
عنهم - ودقيق نظرهم، وتحريرهم الألفاظ، وفرقهم بين مدلولاتها الخفية؛ لأن
لفظةمِنْ تقتضي كونهم من الأمة لا كفاراً، بخلاف »
يقرر
الصحابة - رضي الله عنهم - في ردهم على المخالفين والمبتدعين صلة هذهالبدع
بالملل والديانات السابقة ، مما يدل على سعة علمهم، وغزارة معرفتهم،وبُعْد
أُفُقِهم، ومن ذلك: مقالة ابن عباس - رضي الله عنهما -: « اتقواهذا
الإرجاء، فإنه شعبة من النصرانية ». ولا غرابة في ارتباط تلكالبدع بالملل
الأخرى، فإن الأفكار لا تموت، ولكل قوم وارث، وأما توجيه هذاالارتباط بين
النصرانية والإرجاء، الذي أشارت إليه مقالة ابن عباس فيبدو ـوالله أعلم ـ
أن من القواسم المشتركة بين الطائفتين أن النصارى زعموا أنهمأبناء الله
وأحباؤه، كما ادعى المرجئة لأنفسهم ـ وكذا جميع الفساق والعصاةـ أنهم
مؤمنون كاملو الإيمان، كما يغلب على النصارى التفريط والتقصير، فلايرون
شيئاً حراماً ولا نجساً، ويأكلون الخبائث ، وشابههم المرجئة فيهذا التفريط
فضيعوا الواجبات وانتهكوا المحرمات.
وقد ورث سعيد بن جبير - رحمه الله - هذا العمق وسعة الأفق من شيخه ابنعباس - رضي الله عنهما -، فقال سعيد: «المرجئة مثل الصابئة.. ».
وقد
حفلت مرويات الصحابة - رضي الله عنهم - وسيرهم بأنواع من الحواراتالهادفة
والردود القوية تجاه المخالفين، نكتفي بمثال واحد مع التعليق عليه:
عن
عمرو بن سلمة الهمداني، قال: كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود -
رضيالله عنه - قبل صلاة الغداة، فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد، فجاءنا
أبوموسى الأشعري، فقال: أَخَرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد؟ قلنا: لا،
فجلسمعنا حتى خرج، فلما خرج قمنا إليه جميعاً، فقال له أبو موسى: يا أبا
عبدالرحمن، إني رأيت في المسجد آنفاً أمراً أنكرته، ولم أر والحمد لله
إلاخيراً، قال: فما هو، قال: إن عشت ستراه، قال: رأيت في المسجد قوماً
حلقاًجلوساً، ينتظرون الصلاة في كل حلقة رجل، وفي أيديهم حصى، فيقول:
كبروامئة، فيكبرون مئة، فيقول: هللوا مئة، فيهللون مئة، ويقول: سبحوا
مئة،فيسبحون مئة، قال: فماذا قلت لهم؟، قال: ما قلت لهم شيئاً انتظاراً
لرأيك،قال: أفلا تأمرهم أن يعدوا سيئاتهم، وضمنت لهم ألا يضيع من حسناتهم
شيء؟ثم مضى ومضينا معه، حتى أتى حلْقة من تلك الحِلق، فوقف عليهم، فقال:
ماهذا الذي أراكم تصنعون؟ قالوا: يا أبا عبد الرحمن حصى نَعُدّ به
التكبيروالتهليل والتسبيح، قال: فعدوا سيئاتكم؛ فأنا ضامن ألا يضيع من
حسناتكمشيء، وَيْحَكم يا أمة محمد! ما أسرع هلكتَكم، هؤلاء صحابة نبيكم
متوافرون،وهذه ثيابه لم تَبْلَ، وآنيته لم تكسر، والذي نفسي بيده إنكم لعلى
ملة هيأهدى من ملة محمد، أو مفتتحو باب ضلالة؟! قالوا: والله يا أبا عبد
الرحمنما أردنا إلا الخير، قال: وكم من مريد للخير لن يصيبه، إن رسول الله -
صلىالله عليه وسلم - حدثنا: أن قوماً يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم،
يمرقونمن الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، وأيم الله لعل أكثرهم منكم، ثم
تولىعنهم.
فقال عمرو بن سلمة: فرأينا عامة أولئك الِحلق يطاعوننا يوم النهر وان مع الخوارج .
لقد تضمن هذا الأثر فوائد عديدة ودروساً مفيدة، فنذكر بعضاً منها :
1-ضرورة الرجوع إلى فهم الصحابة (رضي الله عنهم) للنصوص الشرعية، والاستعانة بتفسير الصحابة للسنة النبوية.
فالصحابة
- رضي الله عنهم - شهدوا تنزيل القرآن، وعرفوا خاصّه وعامّه، وهمأعلم
الأمة بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسيرته ومقاصده .
يقول
شيخ الإسلام ابن تيمية: « ومعلوم أن كل من سلك إلى الله - عز وجل - علماً
وعملاً بطريق ليست مشروعة موافقة للكتاب والسنة وما كان عليه سلفالأمة
وأئمتها، فلا بد أن يقع في بدعة قولية أو عملية، فإن السائر إذا سارعلى غير
الطريق المَهْيَع فلا بد أن يسلك بنيات الطريق »
2-أن الإعراض عن
فقه الصحابة لنصوص الوحيين من أسباب الزيغ والضلال ، وهذاما أشار إليه ابن
مسعود - رضي الله عنه - بقوله: « والذي نفسي بيده إنكملعلى ملة هي أهدى من
ملة محمد، أَوَ مفتتحو باب ضلالة؟! »، وصدق ابن مسعود - رضي الله عنه -،
وصحت فراسته، فقد آل الأمر بهؤلاء: إلى أن سلكوا طريقالخوارج الضالين، قال -
تعالى -: ((قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمبِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَذِينَ
ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الحَيَاةِالدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ
يُحْسِنُونَ صُنْعاً)) .
3-أن البدع والانحرافات تبدأ شيئاً
فشيئاً،، فأول ما تكون شبراً ثم تصيرذراعاً، ثم تؤول إلى أميال وفراسخ،
فبداية هؤلاء: الإعراض عن سنة التسبيحبالأنامل، والاشتغال بالذكر بطريقة
مبتدعة.. إلى أن انتهى بهم الأمر إلىالخروج عن جماعة المسلمين وقتال أهل
الإسلام.
وقد أشار الإمام مجاهد - رحمه الله - إلى تدرج البدع،
وأنها طريق إلىالشرك، فقال: « يبدؤون جهمية، ثم يكونون قدرية، ثم يصيرون
مجوساً » .
ويقول ابن تيمية في هذا المقام:
« ولهذا كان
الرفض أعظم أبواب النفاق والزندقة، فإنه يكون الرجل واقفاً،ثم يصير
مُفَضّلاً، ثم يصير سبّاباً، ثم يصير غالياً، ثم يصير جاحداًمعطّلا » .
4-أن
النية الحسنة وإرادة الخير لا تكفي وحدها، كما قال ابن مسعود: « وكممن
مريد للخير لن يصيبه»، فيتعين الاتباع للسنة وموافقة الصواب، فليسالعبرة
بالإكثار من العبادة دون اتباع وسنة، ولذا قال ابن مسعود أيضاً:« اقتصاد في
سنة خير من اجتهاد في بدعة» .
5- أن ثمة تلازم بين مخالفة الحق
ووقوع العداوة والبغضاء ، فإن الخوارج وكذاأهل الأهواء عموماً لما أعرضوا
عن السنة وفقه الصحابة فهموا القرآن حسبأهوائهم وقد أدى بهم ذلك إلى أن
جعلوا القرآن عضين، فآمنوا ببعض الكتاب،وكفروا ببعضه، مما أوجب العداوة
والبغضاء فيما بينهم، وفي المقابل؛ فإنهلمّا آمن الصحابة ومن تبعهم بإحسان
بجميع النصوص الشرعية: أورثهم ذلكاجتماعاً واتفاقاً؛ قال - تعالى -:
((وَمِنَ الَذِينَ قَالُوا إنَّانَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا
حَظاً مِّمَّا ذُكِّرُوا هِفَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ العَدَاوَةَ
وَالْبَغْضَاءَ إلَى يَوْمِالقِيَامَةِ)) .
يقول ابن تيمية في بيان
معنى هذه الآيـة: « فأخبر أن نسيانهم حظًّاً مماذكروا به ـ وهو ترك العمل
ببعض ما أمروا به ـ كان سبباً لإغراء العداوةوالبغضاء بينهم، وهكذا هو
الواقع في أهل ملتنا مثلما نجده بين الطوائفالمتنازعة في أصول دينها وكثير
من فروعه » .
وفي ختام هذه المقالـة: أسأل الله - تعالى -أن يرزقنا الفقه في الدين، وأن يحشرنا في زمرة النبيين والصديقين، وبالله التوفيق.
لفضيلة الدكتور : عبد العزيز بن محمد العبد اللطيف
الحمد
لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينامحمد
وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد:
فالرد على المخالف والذب عن دين الله - تعالى - من أفضل الجهاد فيسبيل
الله، ففي هذا الجهاد إظهار الحق ودحض المفتريات وكشف الشبهات، كماأن فيه
النصح للمسلمين والإشفاق عليهم.
ولما قيل للإمام أحمد بن حنبل -
رحمه الله -: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحبإليك أو يتكلم في أهل البدع؟
فقال: إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه،وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو
للمسلمين، هذا أفضل
وقال يحيى بن يحيى النيسابوري - رحمه الله -: « الذبّ عن السنة أفضل من الجهاد في سبيل الله»
ولما
كـان الصحابة - رضي الله عنهم - أعمق هذه الأمة علماً، وأكمل معرفةبالخير
والشر، وأتم الناس فقهاً لمراتب الأعمال الصالحة، فلقد كانت لهمالجهود
المباركة والمساعي المحمودة فـي مجاهدة المبتدعة والدفاع عن السنة،يقول شيخ
الإسلام ابن تيمية: «كان الصحابة - رضي الله عنهم - أعظم إيماناًوجهاداً
ممن بعدهم، لكمال معرفتهم بالخير والشر، وكمال محبتهم للخيروبغضهم للشر؛
لما علموه من حسن حال الإسلام والإيمان والعمل الصالح، وقبححال الكفر
والمعاصي« إلى أن قال: »وكذلك من دخل مع أهل البدع والفجور، ثمبين الله لـه
الحق وتاب عليه توبةً نصوحاً، ورزقه الجهاد في سبيل الله،فقد يكون بيانه
لحالهم، وهجره لمساويهم وجهاده لهم أعظم من غيره، قال نعيمبن حماد الخزاعي ـ
وكان شديداً على الجهمية ـ: « أنا شديد عليهم؛ لأني كنتمنهم..».
ومن
جهودهم الظاهرة في هذا المجال ما فعله الفاروق عمر - رضي الله عنه - تجاه
صبيغ ـ لمّا خاض في المتشابه ـ حيث ضربه ونفاه.. وحرّق علي - رضيالله عنه -
الغلاة القائلين بإلهيته، وجلد من فضّله على الشيخين أبي بكروعمر - رضي
الله عنهما - حد المفتري، وردّ عبد الله بن عمر وابن عباسوجابر بن عبد الله
- رضي الله عنهم - على الخوارج والقدرية.. كما حذرعمومُ الصحابة من
الابتداع والإحداث في دين الله - تعالى -.
ومن خلال نظرات يسيرة في تلك الجهود نلمس جملة أمور، منها:
تمام
الاتباع وكمال التأسي برسول الله في الردّ على المخالف ، ودليل ذلكحديث
عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - "أن رسول الله - صلىالله عليه
وسلم - خرج ذات يوم، والناس يتكلمون في القدر، فكأنما تفقأ فيوجهه حب
الرمان من الغضب، فقال: مالكم تضربون كتاب الله بعضه ببعض؟ بهذاهلك من كان
قبلكم، يقول ابن عمرو: فما غبطت نفسي بمجلس فيه رسول الله- صلىالله عليه
وسلم - لم أشهده بما غبطت بذلك المجلس أني لم أشهده. تأسىعبد الله بن عمر
بن الخطاب - رضي الله عنهما - برسول الله - صلى الله عليهوسلم - في ذلك،
فلما بلغه حال أولئك القدرية النفاة، غضب أشد الغضب، حتىقال الراوي: حتى
وددت أني لم أكن سألته.
ولما أُخبر ابن عباس - رضي الله عنهما -
عن رجل يكذب بالقدر، قال: دلونيعليه ـ وهو يومئذ أعمى ـ فقالوا لـه: ما
تصنع به؟ فقال: « والذي نفسي بيدهلئن استمكنت منه لأعضن أنفه حتى أقطعه،
ولئن وقعت رقبته بيدي لأدُقنّها«
أن الصحابة - رضي الله
عنهم - يَجْمَعُون في ردهم على المخالف بين العلمبالحق والعمل به، وبين
الرحمة بالخلق والإشفاق عليهم، والرد على المخالفلا يكون عملاً صالحًاً
مقبولاً إلا إذا أُريد به بيان الحق وإظهاره، ورحمةالخلق وهدايتهم.
فهذا
أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - يقول الحق ويرحم الخلق: فإنه لمارأي
سبعين رأساً من الخوارج وقد جزت تلك الرؤوس ونصبت على درج دمشق، فقال - رضي
الله عنه - إعلاماً بالحق ـ: سبحان الله، ما يصنع الشيطان ببني آدم! كلاب
جهنم، شر قتلى تحت ظل السماء.
ثم قال أبو أمامة لصاحبه: إنك بأرض هم بها كثير، فأعاذك الله منهم، ثم بكىقائلا: بكيت رحمة لهم حين رأيتهم كانوا من أهل الإسلام .
يتجلى
من خلال ردّ الصحابة على المخالف وحدة العقيدة ، فقولهم في هذا البابقول
واحد لفظاً ومعنى، فلا ترى بينهم اختلافاً، وخير مثال على ذلك ما رواهابن
الديلمي قائلا: أتيت أُبَيّ بن كعب، فقلت: أبا المنذر، فإنه وقع فيقلبي شيء
من هذا القدر، فحدثني بشيء لعل الله أن يذهبه عني، فقال: إن الله - عز وجل
- لو عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم غير ظالم لهم، ولو رحمهمكانت رحمته
خيراً لهم من أعمالهم، لو كان لك مثل جبل أحد ذهباً أنفقته فيسبيل الله،
ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكنليخطئك، وأن ما
أخطأك لم يكن ليصيبك، وإنك إن مت على غير هذا دخلت النار،ولا عليك أن تأتي
عبد الله بن مسعود فتسأله، فأتيت عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -
فسألته، فقال مثل ذلك، ثم قال ابن مسعود: ولا عليك أن تأتيأخي حذيفة بن
اليمان فتسأله، فأتيت حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - فسألته، فقال مثل
ذلك، قال: فَأْتِ زيد بن ثابت، فأتيت زيد بن ثابت، فقالمثل ذلك .
يظهر
في ردود الصحابة - رضي الله عنهم - على المخالفين عمق علم الصحابة ،فيقول
الصحابي الكلمة أو الكلمتين التي تتضمن أنواعاً من الفوائد والعلوم،وترى في
ردهم شمولية واعتدالاً في الرد فعندما يقول الفاروق عمر - رضيالله عنه -
عن النصارى: »أهينوهم، ولا تظلموهم؛ فلقد سبوا الله مسبة ماسّبه إياها أحد
من البشر».
فقول عمر: أهينوهم: من مقتضى البراءة من الكافرين، كما
قال - تعالى" يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء " فحق
الكفار العداوة والبغضاء حتى يؤمنوا بالله وحده، وأن نُهِينَهُم حيثأهانهم
الله - تعالى -، ومن يهن الله فماله من مكرم، ولذا قال عمر - رضيالله عنه -
لا أكرمهم إذ أهانهم الله، ولا أعزهم إذ أذلهم الله، ولاأُدْنِيهِم إذ
أقصاهم الله.
وأما قول عمر: ولا تظلموهم، فهذا مقتضى العدل والإقساط
معهم، كما قال - سبحانه -: ((لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَذِينَ لَمْ
يُقَاتِلُوكُمْفِي الدِِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن
تَبَرُّوهُمْوَتُقْسِطُوا إلَيْهِمْ إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ))
ففرّق
عمر - رضي الله عنه - بين حسن المعاملة مع الكفار وبغض الكفاروالبراءة
منهم، فلا يصح الخلط بين الأمرين، فَيُجْعَلََ العَدْلُ والإقساطمع الكفار
محبة وموالاة للكفار، كما لا يصح أن يُجْعَلَ بغضهم وعداوتهمظلماً وتعدياً .
يتبين
في ردود الصحابة على المخالفين: حدة أذهانهم ودقة أفهامهم، وممايوضح ذلك
أن عطاء بن يسار لـمّا سأل أبا سعيد الخدري - رضي الله عنه - عنالحرورية،
فقال عطاء: هل سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكرهم،فقال أبو سعيد:
لا أدري مَنْ الحرورية، ولكني سمعت رسول الله - صلى اللهعليه وسلم - يقول:
يخرج في هذه الأمة ـ ولم يقل منها ـ قوم تحقرون صلاتكممع صلاتهم... الحديث
.
قال المازري: هذا من أول الدلائل على سعة علم الصحابة - رضي الله
عنهم - ودقيق نظرهم، وتحريرهم الألفاظ، وفرقهم بين مدلولاتها الخفية؛ لأن
لفظةمِنْ تقتضي كونهم من الأمة لا كفاراً، بخلاف »
يقرر
الصحابة - رضي الله عنهم - في ردهم على المخالفين والمبتدعين صلة هذهالبدع
بالملل والديانات السابقة ، مما يدل على سعة علمهم، وغزارة معرفتهم،وبُعْد
أُفُقِهم، ومن ذلك: مقالة ابن عباس - رضي الله عنهما -: « اتقواهذا
الإرجاء، فإنه شعبة من النصرانية ». ولا غرابة في ارتباط تلكالبدع بالملل
الأخرى، فإن الأفكار لا تموت، ولكل قوم وارث، وأما توجيه هذاالارتباط بين
النصرانية والإرجاء، الذي أشارت إليه مقالة ابن عباس فيبدو ـوالله أعلم ـ
أن من القواسم المشتركة بين الطائفتين أن النصارى زعموا أنهمأبناء الله
وأحباؤه، كما ادعى المرجئة لأنفسهم ـ وكذا جميع الفساق والعصاةـ أنهم
مؤمنون كاملو الإيمان، كما يغلب على النصارى التفريط والتقصير، فلايرون
شيئاً حراماً ولا نجساً، ويأكلون الخبائث ، وشابههم المرجئة فيهذا التفريط
فضيعوا الواجبات وانتهكوا المحرمات.
وقد ورث سعيد بن جبير - رحمه الله - هذا العمق وسعة الأفق من شيخه ابنعباس - رضي الله عنهما -، فقال سعيد: «المرجئة مثل الصابئة.. ».
وقد
حفلت مرويات الصحابة - رضي الله عنهم - وسيرهم بأنواع من الحواراتالهادفة
والردود القوية تجاه المخالفين، نكتفي بمثال واحد مع التعليق عليه:
عن
عمرو بن سلمة الهمداني، قال: كنا نجلس على باب عبد الله بن مسعود -
رضيالله عنه - قبل صلاة الغداة، فإذا خرج مشينا معه إلى المسجد، فجاءنا
أبوموسى الأشعري، فقال: أَخَرج إليكم أبو عبد الرحمن بعد؟ قلنا: لا،
فجلسمعنا حتى خرج، فلما خرج قمنا إليه جميعاً، فقال له أبو موسى: يا أبا
عبدالرحمن، إني رأيت في المسجد آنفاً أمراً أنكرته، ولم أر والحمد لله
إلاخيراً، قال: فما هو، قال: إن عشت ستراه، قال: رأيت في المسجد قوماً
حلقاًجلوساً، ينتظرون الصلاة في كل حلقة رجل، وفي أيديهم حصى، فيقول:
كبروامئة، فيكبرون مئة، فيقول: هللوا مئة، فيهللون مئة، ويقول: سبحوا
مئة،فيسبحون مئة، قال: فماذا قلت لهم؟، قال: ما قلت لهم شيئاً انتظاراً
لرأيك،قال: أفلا تأمرهم أن يعدوا سيئاتهم، وضمنت لهم ألا يضيع من حسناتهم
شيء؟ثم مضى ومضينا معه، حتى أتى حلْقة من تلك الحِلق، فوقف عليهم، فقال:
ماهذا الذي أراكم تصنعون؟ قالوا: يا أبا عبد الرحمن حصى نَعُدّ به
التكبيروالتهليل والتسبيح، قال: فعدوا سيئاتكم؛ فأنا ضامن ألا يضيع من
حسناتكمشيء، وَيْحَكم يا أمة محمد! ما أسرع هلكتَكم، هؤلاء صحابة نبيكم
متوافرون،وهذه ثيابه لم تَبْلَ، وآنيته لم تكسر، والذي نفسي بيده إنكم لعلى
ملة هيأهدى من ملة محمد، أو مفتتحو باب ضلالة؟! قالوا: والله يا أبا عبد
الرحمنما أردنا إلا الخير، قال: وكم من مريد للخير لن يصيبه، إن رسول الله -
صلىالله عليه وسلم - حدثنا: أن قوماً يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم،
يمرقونمن الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، وأيم الله لعل أكثرهم منكم، ثم
تولىعنهم.
فقال عمرو بن سلمة: فرأينا عامة أولئك الِحلق يطاعوننا يوم النهر وان مع الخوارج .
لقد تضمن هذا الأثر فوائد عديدة ودروساً مفيدة، فنذكر بعضاً منها :
1-ضرورة الرجوع إلى فهم الصحابة (رضي الله عنهم) للنصوص الشرعية، والاستعانة بتفسير الصحابة للسنة النبوية.
فالصحابة
- رضي الله عنهم - شهدوا تنزيل القرآن، وعرفوا خاصّه وعامّه، وهمأعلم
الأمة بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسيرته ومقاصده .
يقول
شيخ الإسلام ابن تيمية: « ومعلوم أن كل من سلك إلى الله - عز وجل - علماً
وعملاً بطريق ليست مشروعة موافقة للكتاب والسنة وما كان عليه سلفالأمة
وأئمتها، فلا بد أن يقع في بدعة قولية أو عملية، فإن السائر إذا سارعلى غير
الطريق المَهْيَع فلا بد أن يسلك بنيات الطريق »
2-أن الإعراض عن
فقه الصحابة لنصوص الوحيين من أسباب الزيغ والضلال ، وهذاما أشار إليه ابن
مسعود - رضي الله عنه - بقوله: « والذي نفسي بيده إنكملعلى ملة هي أهدى من
ملة محمد، أَوَ مفتتحو باب ضلالة؟! »، وصدق ابن مسعود - رضي الله عنه -،
وصحت فراسته، فقد آل الأمر بهؤلاء: إلى أن سلكوا طريقالخوارج الضالين، قال -
تعالى -: ((قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمبِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَذِينَ
ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الحَيَاةِالدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ
يُحْسِنُونَ صُنْعاً)) .
3-أن البدع والانحرافات تبدأ شيئاً
فشيئاً،، فأول ما تكون شبراً ثم تصيرذراعاً، ثم تؤول إلى أميال وفراسخ،
فبداية هؤلاء: الإعراض عن سنة التسبيحبالأنامل، والاشتغال بالذكر بطريقة
مبتدعة.. إلى أن انتهى بهم الأمر إلىالخروج عن جماعة المسلمين وقتال أهل
الإسلام.
وقد أشار الإمام مجاهد - رحمه الله - إلى تدرج البدع،
وأنها طريق إلىالشرك، فقال: « يبدؤون جهمية، ثم يكونون قدرية، ثم يصيرون
مجوساً » .
ويقول ابن تيمية في هذا المقام:
« ولهذا كان
الرفض أعظم أبواب النفاق والزندقة، فإنه يكون الرجل واقفاً،ثم يصير
مُفَضّلاً، ثم يصير سبّاباً، ثم يصير غالياً، ثم يصير جاحداًمعطّلا » .
4-أن
النية الحسنة وإرادة الخير لا تكفي وحدها، كما قال ابن مسعود: « وكممن
مريد للخير لن يصيبه»، فيتعين الاتباع للسنة وموافقة الصواب، فليسالعبرة
بالإكثار من العبادة دون اتباع وسنة، ولذا قال ابن مسعود أيضاً:« اقتصاد في
سنة خير من اجتهاد في بدعة» .
5- أن ثمة تلازم بين مخالفة الحق
ووقوع العداوة والبغضاء ، فإن الخوارج وكذاأهل الأهواء عموماً لما أعرضوا
عن السنة وفقه الصحابة فهموا القرآن حسبأهوائهم وقد أدى بهم ذلك إلى أن
جعلوا القرآن عضين، فآمنوا ببعض الكتاب،وكفروا ببعضه، مما أوجب العداوة
والبغضاء فيما بينهم، وفي المقابل؛ فإنهلمّا آمن الصحابة ومن تبعهم بإحسان
بجميع النصوص الشرعية: أورثهم ذلكاجتماعاً واتفاقاً؛ قال - تعالى -:
((وَمِنَ الَذِينَ قَالُوا إنَّانَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا
حَظاً مِّمَّا ذُكِّرُوا هِفَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ العَدَاوَةَ
وَالْبَغْضَاءَ إلَى يَوْمِالقِيَامَةِ)) .
يقول ابن تيمية في بيان
معنى هذه الآيـة: « فأخبر أن نسيانهم حظًّاً مماذكروا به ـ وهو ترك العمل
ببعض ما أمروا به ـ كان سبباً لإغراء العداوةوالبغضاء بينهم، وهكذا هو
الواقع في أهل ملتنا مثلما نجده بين الطوائفالمتنازعة في أصول دينها وكثير
من فروعه » .
وفي ختام هذه المقالـة: أسأل الله - تعالى -أن يرزقنا الفقه في الدين، وأن يحشرنا في زمرة النبيين والصديقين، وبالله التوفيق.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى