سيدنا علي بن أبي طالب عليه السلام
الإثنين ديسمبر 20, 2021 1:42 pm
كان رضي الله عنة
بعيد المدى شديد القوى يقول فصلا ويحكم عدلا يتفجر العلم من جوانبه وتنطق الحكمة من نواحيه يستوحش من الدنيا وزهرتها ويستأنس بالليل ووحشته وكان غزير العبرة طويل الفكرة يعجبه من اللباس ما قصر ومن الطعام ما خشن وكان فينا كأحدنا يجيبنا اذا سألناه وينبئنا اذا استنبأناه ونحن والله مع تقريبه ايانا وقربه منا لانكاد نكامه هيبة له .... يعظم اهل الدين ويقرب المساكين ولايطمع القوي في باطله ولاييأس الضعيف من عدله . واشهد لقد رأيته في بعض مواقفه وقد ارخى الليل سدوله وغارت نجومه قابضا على لحيته يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين ويقول : يادنيا غري غيري الي تعرضت ام الي تشوقت ؟؟ هيهات هيهات !! قد باينتك ثلاثا لارجعة فيها فعمرك قصير وخطرك حقير آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق .
صور من حياة سيدنا علي الأسرية:
عندما بلغت السيدة فاطمة الثامنة عشرة تقدم عدد من الصحابة لخطبتها ومنهم أبو بكر وعمربن الخطاب ولكن رد عليهم النبي أنها صغيرة عليهما. أما بالنسبة لسيدنا علي فلقد أخبرته جارية أنه إن تقدم لخطبة السيدة فاطمة أن النبي سيوافق عليه ولكن سيدنا علي تخوف لعدم توفر المال معه. فذهب سيدنا علي لبيت النبي وجلس ولم يتكلم فقال له النبي: ما الذي جاء بك؟ فسكت, فقال له النبي: لعلك جئت تخطب فاطمة؟فأجاب سيدنا علي: نعم , فقال النبي: هل معك شيئا تستحلها به؟ فقال سيدنا علي: لا والله يا رسول الله, فقال له النبي: ألم يكن معك درع سلحتك به؟ فرد علي: يا رسول الله هي عندي ولكنها لا تساوي أكثر من أربعمائة درهم فقال النبي: قد زوجتك به.
وفي يوم الزفاف دُعي أهل المدينة الى وليمة وساد جو من الفرح والسرور خال من المعصية. وفي ليلية الزواج قال النبي لسيدنا علي: يا علي لا تقربنها حتى آتيكما, فلما جاء النبي قال لهما توضآ معي وظل النبي يتوضأ وينضح من ماء وضوءه عليهما, ثم وقف النبي يدعو وسيدنا علي والسيدة فاطمة يؤمنا على دعاء النبي :اللهم بارك لهما وبارك عليهما واجمع بينهما في خير, اللهم بارك لهما وبارك عليهما وبارك في نسلهما. ثم قال النبي لسيدنا علي أن يضع يده على رأس السيدة فاطمة ويقول "اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلت له ويصليا ركعتين. وعندما ذهب الصحابة الى بيت علي للمباركة له قالوا لم يجدوا إلا وسادة حشوها ليف, وقطعة حصير وجرة ماء وكوبا.
بعد عام من هذا الزواج في السنة الثثالثة من الهجرة, رزق سيدنا علي والسيدة فاطمة ببكرهما الحسن.ففرح النبي فرحا شديدا حتى أن وجهه كان كالقمر من الفرح. وأسرع النبي الى بيت السيدة فاطمة وعلي, وأوتي بالحسن وعليه لفة صفراء فقال النبي: ولم هذه؟ قالو:ما نفعل يا رسول الله؟ قال النبي: لفة بيضاء. ونظر النبي اليه وسأل سيدنا علي: ما تسميه يا علي؟ قال سيدنا علي: أسميه حربا, فقال النبي: يا علي لا أحب هذا الإسم. فقال سيدنا علي: فماذا يا رسول الله؟ فقال النبي: هو حسن. فقال سيدنا علي: سنسميه الحسن. فقام النبي بتحنيك الحسن وأذن في أذنه اليمنى وأقام الصلاة في أذنه اليسرى وحلق شعر الحسن وتصدق بوزن شعره ذهبا. وولد لسيدنا علي والسيدة فاطمة "الحسين "بعد عام من ولادة "الحسن".
في أحد الأيام زار النبي السيدة عائشة وسألها عن الحسن والحسين فأخبرته بعدم وجود ما يؤكل في البيت, فأخذهما سيدنا علي كي لا يبكيان عندها فيتعبانها. فخرج النبي يبحث عنهم فلما وجدهم قال النبي لسيدنا علي: إشتد الحر على إبناي أفلا تعيدهما؟.
في أحد الأيام, علمت السيدة فاطمة أن النبي عنده بعض العبيد فذهبت تطلب منه خادما من العبيد بعدما تعبت من كثرة أعمال البيت, فلم تجده. فأخبرت السيدة عائشة عن طلبها. فلما أخبرت السيدة عائشة النبي بالأمر رد عليها قائلا: لا والله لا أعطيها ذلك وأهل الصُفة لا يجدون ما يأكلون, والله لو عندي عبيد أبيعهم وأنفق على أهل الصفة ما يطعمهم. فذهب النبي للسيدة فاطمة وسيدنا علي فجلس النبي بينهما في الفراش وقال للسيدة فاطمة: بلغني أنك تريدين خادما, فأجابته: نعم يا رسول الله فقال لها النبي: هل أؤنبك بخير من ذلك؟ فسألته السيدة فاطمة:وما ذلك يا رسول الله؟ قال النبي:إذا آويتما الى مضاجعكما سبحا ثلاثا وثلاثين وإحمدا ثلاثا وثلاثين وكبرا أربعا وثلاثين, فإن فعلتما ذلك فهو خير لكما من الخادم, فلزمها سيدنا علي والسيدة فاطمة فترة حياتهما.
في أحد الأيام ذهب النبي الى السيدة فاطمة فشعر أنها غاضبة, فسألها: أين إبن عمك؟ فقالت: كان بيني وبينه شيء فغاضبني وخرج ولا أعلم أين هو حتى أنه لم يَقِل. فبعث النبي أحدا يبحث عن سيدنا علي ويعلمه عن مكانه. فوجده الرجل بالمسجد نائما فأخبر النبي بذلك, فذهب له النبي للمسجد فوجد سيدنا علي نائما على التراب وقد سقط رداؤه. فجلس النبي عند رأسه وظل يمسح التراب عن جسد سيدنا علي يقول له: قم أبا تراب, فنهض علي ونظر اليه النبي وابتسم وتركه النبي فعاد سيدنا علي لبيته وإنتهى الأمر.
وفي مرة عرض بنو هاشم إبن المغيرة تزويج إبنت أبي جهل من سيدنا علي, فصعد النبي على المنبر وقال: إن بني هاشم بن المغيرة يستأذنوا أن يزوجوا إبنتهم لعلي بن أبي طالب إني لا آذن بذلك ثم لا آذن ثم لا آذن إلا أن يطلق علي إبنتي, ثم قال النبي إني لا أحرم حلالا ولا أحل حراما ولكن لا يبنغي لإبنت عدو الله أن تجتمع مع إبنت نبي الله.
أخلاق سيدنا علي:
1. الحلم والعدل والإخلاص: بينما كان سيدنا علي يقاتل يهوديا في غزوة خيبر, قام اليهودي بالبصق على وجه سيدنا علي, فما أن تركه سيدنا علي. فأسرع إليه اليهودي يسأله لم تركه, فقال سيدنا علي: كنت أريد أن أقتلك لله أما وقد بصقت على وجهي فكنت سأقتلك لنفسي وقد نهانا النبي صلى الله عليه وسلم أن نقتل لأنفسنا فتركتك لأنني لم أستطع أن أقتلك لله , فأسلم اليهودي.
2. التواضع: سئل سيدنا علي: يا أمير المؤمنين, من أشجع الناس؟ فقال: أبو بكر, فسئل كيف ذلك؟ فرد: والله لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم بين عشرة من المشركين يضربوه ونحن على الباب ننظر يخشى كل واحد منا أن يتقدم, فلما جاء أبو بكر دفعنا وأسرع الى النبي ينقذه و يقول أتقتلون رجل أن يقول ربي الله؟!!. وفي مرة سأله إبنه محمد: يا أبت, أي الناس خير بعد رسول الله؟ قال سيدنا علي: أبو بكر الصديق, فسأله إبنه : ثم أي؟ قال: عمر بن الخطاب فسأله إبنه: ثم أنت؟ قال: لا يا بني إنما أنا رجل من المسلمين. وفي خلافة سيدنا علي, سأله البعض أن يحلموا عنه شوال الدقيق الذي كان يحمله على كتفه, فرد عليهم: أبو العيال أولى بحمل الدقيق.
3. الزهد: كان سيدنا علي الخليفة يداوم على تلاوة الآية التالية كل ليلة قبل أن ينام "تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين"( سورة القصص, آية 83). قال عمر بن عبد العزيز الخليفة الخامس" أزهد من علمت على وجه الأرض بعد الأنبياء علي بن أبي طالب". وقال أحد التابعين في زهد علي: رأيت علي بن أبي طالب دون أن يراني وقد جن عليه الليل وسكن الناس ونام الخلق فرأيته قائما بين يدي الله يصلي طويلا ويتململ كالسليم(كالملدوغ) ثم إنتهى. فجلس وقبض يده على لحيته وبكى وقال :يا ربنا.... يتضرع الى الله عز وجل ثم قال: يا دنيا غُري غيري قد طلقتك ثلاثا, أإلي تغررت أم إلي تشوقت أم إلي تطلعت؟ غري غيري يا دنيا, ثم أكمل: آه آه من قلت الزاد ووحشت الطريق وبعد السفر.
4. الإنفاق: كان سيدنا علي يعشق الإنفاق, وقد نزل فيه قول الله تبارك وتعالى "الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية...."(سورة البقرة,آية 274). وسبب نزول هذه الآية أن لم يكن مع سيدنا علي إلا أربعة دراهم فتصدق بواحد في الليل وآخر في النهار وثالث في السر ورابع في العلانية. وفي أحد الأيام بينما كان سيدنا علي يصلي رأى فقيرا مارا بجانبه, فأخرج سيدنا علي من جيبه درهم وألقاه للفقير بينما كان يصلي خوفا من خسارة الثواب.
5. اليقين: جاء رجل لسيدنا علي في يوم وقال له إجتمع قوم لقتلك فاحذر, فرد عليه سيدنا علي: يا رجل إعلم أن ما من إنسان يسير على وجه الأرض إلا ومعه ملكان يحفظانه من أمر الله "له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله ....(سورة الرعد,آية 11), فإذا جاء أجلي تركونني لأجلي ثم قال" إعلم أن الأجل حصن حصين". وفي يوم بينما كان سيدنا علي يسير في طرق المدينة سأله سائل أن يعطيه شيء فقال سيدنا علي لإبنه الحسن أن يعود للسيدة فاطمة ويطلب منها درهما من ستة دراهم أعطاها إياهم سيدنا علي, فذهب الحسن وعاد وأخبر أبيه أن أمه تقول أن الدراهم الستة التي أعطاها للسيدة فاطمة لشراء الدقيق , فقال سيدنا علي: والله لا يصدق إيمان أحدنا حتى يكون ثقته فيما في يد الله أعظم من ثقته فيما في يده, فذهب الحسن وأحضر الدرهم من السيدة فاطمة. وبعد أن أعطى سيدنا علي الدرهم للسائل بينما يقول في نفسه" والله إني لموقن أن الله تبارك وتعالى يقول "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها(سورة الأنعام,160). فبينما كان سيدنا علي يسير في المدينة رأى رجلا يبيع بعير فسأله سيدنا عليأن يشتري منه جملا وأتفقا على مائة وأربعين درهما ثمن الجمل على أن يؤخره في دفع ثمن الجمل. وبينما سيدنا علي يسير مع البعير سأله آخر: بكم هذا البعير؟ فأجاب علي: بماثتي درهم فقال الرجل: وأنا إشتريت. فأعطى الرجل الأول مائة وأربعون درهما وبقي معه ستون درهما. فلما عاد الى البيت سألته السيدة فاطمة من أين لك بهذا؟ فقال: هذا من قول الله عز وجل "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها".
5. علم سيدنا علي: يقول عمر بن الخطاب"اللهم إني أعوذ بك من معضلة ليس لها أبو الحسن, ويقول سيدنا علي"والله ما من آية في كتاب الله إلا وأعلم أين نزلت وفيم نزلت, ونزلت بليل أم نهار بسهل أم جبل.ولسيدنا علي فتاوى شهيرة منها أن هناك بئر وقع فيها أسد, فتزاحم الناس حول البئر, فوقع شخص وقام بشد آخر وشد الشخص الثاني ثالث معه وشد الشخص الثالث معه رابع أما الرابع فلم يشد أحد فاكلهم الأسد جميعا. فحكم سيدنا علي للأول خمسة عشر ناقة(ربع الدية) لأنه أدى وقعه الى وفاة ثلاثة والثاني عشرين ناقة (ثلث الدية) لأنه وقوعه أدى الى وفاة إثنين والثالث ثلاثين ناقة (نصف الدية) لأنه أدى وقوعه الى وفاة واحد, أما الرابع ستين ناقة لأنه وقوعه لم يؤدي الى وفاة أحد وكل من تزاحم في المكان يقومون بدفع الدية. وجاءته إمراة تشكو إليه أن أخاها توفي وترك ستمائة دينارا ورث,ا فكانت حصتها دينارا واحدا فقط, فأجابها سيدنا علي: ألأخاك زوجة وأم وإثنا عشر ولد وبنتا وأخت فردت عليه المرأة متعجبة: نعم, قال إذن فلك دينارا واحدا فقط
بعيد المدى شديد القوى يقول فصلا ويحكم عدلا يتفجر العلم من جوانبه وتنطق الحكمة من نواحيه يستوحش من الدنيا وزهرتها ويستأنس بالليل ووحشته وكان غزير العبرة طويل الفكرة يعجبه من اللباس ما قصر ومن الطعام ما خشن وكان فينا كأحدنا يجيبنا اذا سألناه وينبئنا اذا استنبأناه ونحن والله مع تقريبه ايانا وقربه منا لانكاد نكامه هيبة له .... يعظم اهل الدين ويقرب المساكين ولايطمع القوي في باطله ولاييأس الضعيف من عدله . واشهد لقد رأيته في بعض مواقفه وقد ارخى الليل سدوله وغارت نجومه قابضا على لحيته يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين ويقول : يادنيا غري غيري الي تعرضت ام الي تشوقت ؟؟ هيهات هيهات !! قد باينتك ثلاثا لارجعة فيها فعمرك قصير وخطرك حقير آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق .
صور من حياة سيدنا علي الأسرية:
عندما بلغت السيدة فاطمة الثامنة عشرة تقدم عدد من الصحابة لخطبتها ومنهم أبو بكر وعمربن الخطاب ولكن رد عليهم النبي أنها صغيرة عليهما. أما بالنسبة لسيدنا علي فلقد أخبرته جارية أنه إن تقدم لخطبة السيدة فاطمة أن النبي سيوافق عليه ولكن سيدنا علي تخوف لعدم توفر المال معه. فذهب سيدنا علي لبيت النبي وجلس ولم يتكلم فقال له النبي: ما الذي جاء بك؟ فسكت, فقال له النبي: لعلك جئت تخطب فاطمة؟فأجاب سيدنا علي: نعم , فقال النبي: هل معك شيئا تستحلها به؟ فقال سيدنا علي: لا والله يا رسول الله, فقال له النبي: ألم يكن معك درع سلحتك به؟ فرد علي: يا رسول الله هي عندي ولكنها لا تساوي أكثر من أربعمائة درهم فقال النبي: قد زوجتك به.
وفي يوم الزفاف دُعي أهل المدينة الى وليمة وساد جو من الفرح والسرور خال من المعصية. وفي ليلية الزواج قال النبي لسيدنا علي: يا علي لا تقربنها حتى آتيكما, فلما جاء النبي قال لهما توضآ معي وظل النبي يتوضأ وينضح من ماء وضوءه عليهما, ثم وقف النبي يدعو وسيدنا علي والسيدة فاطمة يؤمنا على دعاء النبي :اللهم بارك لهما وبارك عليهما واجمع بينهما في خير, اللهم بارك لهما وبارك عليهما وبارك في نسلهما. ثم قال النبي لسيدنا علي أن يضع يده على رأس السيدة فاطمة ويقول "اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلت له ويصليا ركعتين. وعندما ذهب الصحابة الى بيت علي للمباركة له قالوا لم يجدوا إلا وسادة حشوها ليف, وقطعة حصير وجرة ماء وكوبا.
بعد عام من هذا الزواج في السنة الثثالثة من الهجرة, رزق سيدنا علي والسيدة فاطمة ببكرهما الحسن.ففرح النبي فرحا شديدا حتى أن وجهه كان كالقمر من الفرح. وأسرع النبي الى بيت السيدة فاطمة وعلي, وأوتي بالحسن وعليه لفة صفراء فقال النبي: ولم هذه؟ قالو:ما نفعل يا رسول الله؟ قال النبي: لفة بيضاء. ونظر النبي اليه وسأل سيدنا علي: ما تسميه يا علي؟ قال سيدنا علي: أسميه حربا, فقال النبي: يا علي لا أحب هذا الإسم. فقال سيدنا علي: فماذا يا رسول الله؟ فقال النبي: هو حسن. فقال سيدنا علي: سنسميه الحسن. فقام النبي بتحنيك الحسن وأذن في أذنه اليمنى وأقام الصلاة في أذنه اليسرى وحلق شعر الحسن وتصدق بوزن شعره ذهبا. وولد لسيدنا علي والسيدة فاطمة "الحسين "بعد عام من ولادة "الحسن".
في أحد الأيام زار النبي السيدة عائشة وسألها عن الحسن والحسين فأخبرته بعدم وجود ما يؤكل في البيت, فأخذهما سيدنا علي كي لا يبكيان عندها فيتعبانها. فخرج النبي يبحث عنهم فلما وجدهم قال النبي لسيدنا علي: إشتد الحر على إبناي أفلا تعيدهما؟.
في أحد الأيام, علمت السيدة فاطمة أن النبي عنده بعض العبيد فذهبت تطلب منه خادما من العبيد بعدما تعبت من كثرة أعمال البيت, فلم تجده. فأخبرت السيدة عائشة عن طلبها. فلما أخبرت السيدة عائشة النبي بالأمر رد عليها قائلا: لا والله لا أعطيها ذلك وأهل الصُفة لا يجدون ما يأكلون, والله لو عندي عبيد أبيعهم وأنفق على أهل الصفة ما يطعمهم. فذهب النبي للسيدة فاطمة وسيدنا علي فجلس النبي بينهما في الفراش وقال للسيدة فاطمة: بلغني أنك تريدين خادما, فأجابته: نعم يا رسول الله فقال لها النبي: هل أؤنبك بخير من ذلك؟ فسألته السيدة فاطمة:وما ذلك يا رسول الله؟ قال النبي:إذا آويتما الى مضاجعكما سبحا ثلاثا وثلاثين وإحمدا ثلاثا وثلاثين وكبرا أربعا وثلاثين, فإن فعلتما ذلك فهو خير لكما من الخادم, فلزمها سيدنا علي والسيدة فاطمة فترة حياتهما.
في أحد الأيام ذهب النبي الى السيدة فاطمة فشعر أنها غاضبة, فسألها: أين إبن عمك؟ فقالت: كان بيني وبينه شيء فغاضبني وخرج ولا أعلم أين هو حتى أنه لم يَقِل. فبعث النبي أحدا يبحث عن سيدنا علي ويعلمه عن مكانه. فوجده الرجل بالمسجد نائما فأخبر النبي بذلك, فذهب له النبي للمسجد فوجد سيدنا علي نائما على التراب وقد سقط رداؤه. فجلس النبي عند رأسه وظل يمسح التراب عن جسد سيدنا علي يقول له: قم أبا تراب, فنهض علي ونظر اليه النبي وابتسم وتركه النبي فعاد سيدنا علي لبيته وإنتهى الأمر.
وفي مرة عرض بنو هاشم إبن المغيرة تزويج إبنت أبي جهل من سيدنا علي, فصعد النبي على المنبر وقال: إن بني هاشم بن المغيرة يستأذنوا أن يزوجوا إبنتهم لعلي بن أبي طالب إني لا آذن بذلك ثم لا آذن ثم لا آذن إلا أن يطلق علي إبنتي, ثم قال النبي إني لا أحرم حلالا ولا أحل حراما ولكن لا يبنغي لإبنت عدو الله أن تجتمع مع إبنت نبي الله.
أخلاق سيدنا علي:
1. الحلم والعدل والإخلاص: بينما كان سيدنا علي يقاتل يهوديا في غزوة خيبر, قام اليهودي بالبصق على وجه سيدنا علي, فما أن تركه سيدنا علي. فأسرع إليه اليهودي يسأله لم تركه, فقال سيدنا علي: كنت أريد أن أقتلك لله أما وقد بصقت على وجهي فكنت سأقتلك لنفسي وقد نهانا النبي صلى الله عليه وسلم أن نقتل لأنفسنا فتركتك لأنني لم أستطع أن أقتلك لله , فأسلم اليهودي.
2. التواضع: سئل سيدنا علي: يا أمير المؤمنين, من أشجع الناس؟ فقال: أبو بكر, فسئل كيف ذلك؟ فرد: والله لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم بين عشرة من المشركين يضربوه ونحن على الباب ننظر يخشى كل واحد منا أن يتقدم, فلما جاء أبو بكر دفعنا وأسرع الى النبي ينقذه و يقول أتقتلون رجل أن يقول ربي الله؟!!. وفي مرة سأله إبنه محمد: يا أبت, أي الناس خير بعد رسول الله؟ قال سيدنا علي: أبو بكر الصديق, فسأله إبنه : ثم أي؟ قال: عمر بن الخطاب فسأله إبنه: ثم أنت؟ قال: لا يا بني إنما أنا رجل من المسلمين. وفي خلافة سيدنا علي, سأله البعض أن يحلموا عنه شوال الدقيق الذي كان يحمله على كتفه, فرد عليهم: أبو العيال أولى بحمل الدقيق.
3. الزهد: كان سيدنا علي الخليفة يداوم على تلاوة الآية التالية كل ليلة قبل أن ينام "تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين"( سورة القصص, آية 83). قال عمر بن عبد العزيز الخليفة الخامس" أزهد من علمت على وجه الأرض بعد الأنبياء علي بن أبي طالب". وقال أحد التابعين في زهد علي: رأيت علي بن أبي طالب دون أن يراني وقد جن عليه الليل وسكن الناس ونام الخلق فرأيته قائما بين يدي الله يصلي طويلا ويتململ كالسليم(كالملدوغ) ثم إنتهى. فجلس وقبض يده على لحيته وبكى وقال :يا ربنا.... يتضرع الى الله عز وجل ثم قال: يا دنيا غُري غيري قد طلقتك ثلاثا, أإلي تغررت أم إلي تشوقت أم إلي تطلعت؟ غري غيري يا دنيا, ثم أكمل: آه آه من قلت الزاد ووحشت الطريق وبعد السفر.
4. الإنفاق: كان سيدنا علي يعشق الإنفاق, وقد نزل فيه قول الله تبارك وتعالى "الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية...."(سورة البقرة,آية 274). وسبب نزول هذه الآية أن لم يكن مع سيدنا علي إلا أربعة دراهم فتصدق بواحد في الليل وآخر في النهار وثالث في السر ورابع في العلانية. وفي أحد الأيام بينما كان سيدنا علي يصلي رأى فقيرا مارا بجانبه, فأخرج سيدنا علي من جيبه درهم وألقاه للفقير بينما كان يصلي خوفا من خسارة الثواب.
5. اليقين: جاء رجل لسيدنا علي في يوم وقال له إجتمع قوم لقتلك فاحذر, فرد عليه سيدنا علي: يا رجل إعلم أن ما من إنسان يسير على وجه الأرض إلا ومعه ملكان يحفظانه من أمر الله "له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله ....(سورة الرعد,آية 11), فإذا جاء أجلي تركونني لأجلي ثم قال" إعلم أن الأجل حصن حصين". وفي يوم بينما كان سيدنا علي يسير في طرق المدينة سأله سائل أن يعطيه شيء فقال سيدنا علي لإبنه الحسن أن يعود للسيدة فاطمة ويطلب منها درهما من ستة دراهم أعطاها إياهم سيدنا علي, فذهب الحسن وعاد وأخبر أبيه أن أمه تقول أن الدراهم الستة التي أعطاها للسيدة فاطمة لشراء الدقيق , فقال سيدنا علي: والله لا يصدق إيمان أحدنا حتى يكون ثقته فيما في يد الله أعظم من ثقته فيما في يده, فذهب الحسن وأحضر الدرهم من السيدة فاطمة. وبعد أن أعطى سيدنا علي الدرهم للسائل بينما يقول في نفسه" والله إني لموقن أن الله تبارك وتعالى يقول "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها(سورة الأنعام,160). فبينما كان سيدنا علي يسير في المدينة رأى رجلا يبيع بعير فسأله سيدنا عليأن يشتري منه جملا وأتفقا على مائة وأربعين درهما ثمن الجمل على أن يؤخره في دفع ثمن الجمل. وبينما سيدنا علي يسير مع البعير سأله آخر: بكم هذا البعير؟ فأجاب علي: بماثتي درهم فقال الرجل: وأنا إشتريت. فأعطى الرجل الأول مائة وأربعون درهما وبقي معه ستون درهما. فلما عاد الى البيت سألته السيدة فاطمة من أين لك بهذا؟ فقال: هذا من قول الله عز وجل "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها".
5. علم سيدنا علي: يقول عمر بن الخطاب"اللهم إني أعوذ بك من معضلة ليس لها أبو الحسن, ويقول سيدنا علي"والله ما من آية في كتاب الله إلا وأعلم أين نزلت وفيم نزلت, ونزلت بليل أم نهار بسهل أم جبل.ولسيدنا علي فتاوى شهيرة منها أن هناك بئر وقع فيها أسد, فتزاحم الناس حول البئر, فوقع شخص وقام بشد آخر وشد الشخص الثاني ثالث معه وشد الشخص الثالث معه رابع أما الرابع فلم يشد أحد فاكلهم الأسد جميعا. فحكم سيدنا علي للأول خمسة عشر ناقة(ربع الدية) لأنه أدى وقعه الى وفاة ثلاثة والثاني عشرين ناقة (ثلث الدية) لأنه وقوعه أدى الى وفاة إثنين والثالث ثلاثين ناقة (نصف الدية) لأنه أدى وقوعه الى وفاة واحد, أما الرابع ستين ناقة لأنه وقوعه لم يؤدي الى وفاة أحد وكل من تزاحم في المكان يقومون بدفع الدية. وجاءته إمراة تشكو إليه أن أخاها توفي وترك ستمائة دينارا ورث,ا فكانت حصتها دينارا واحدا فقط, فأجابها سيدنا علي: ألأخاك زوجة وأم وإثنا عشر ولد وبنتا وأخت فردت عليه المرأة متعجبة: نعم, قال إذن فلك دينارا واحدا فقط
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى